ليس هناك أمة أو ثقافة على استعداد لأن تتخلى عن هويتها الثقافية المكتسبة، وعن رأسمالها الرمزي لقاء امتلاك العالم والتقنية، لأن التخلي عن الهوية الثقافية المتوارث، أو التنكر لها، هو بالنسبة لأية أمة من الأمم نوع من الانتحار الحضاري. لقد عرف الخطابي بالانفتاح على الحضارة الحديثة والتعايش مع الاسبان،- قبل الدخول معهم في مواجهة من اجل الحرية والكرامة -،لذلك لم يتردد في قبول الاقتراح الذي عرض عليه، محررا جريدة تلغراف الريف الصادر آنذاك بمليلة المحتلة ،ومهمة التدريس في المدرسة الابتدائية، وتقلده وظيفة الكاتب والمترجم في مكتب الشؤون الأهلية، ثم قاضيا ورئيسا للمحكمة الاستناف. ليس هناك أمة أو ثقافة على استعداد لأن تتخلى عن هويتها الثقافية المكتسبة، وعن رأسمالها الرمزي لقاء امتلاك العالم والتقنية، لأن التخلي عن الهوية الثقافية المتوارث، أو التنكر لها، هو بالنسبة لأية أمة من الأمم نوع من الانتحار الحضاري. لقد عرف الخطابي بالانفتاح على الحضارة الحديثة والتعايش مع الاسبان،- قبل الدخول معهم في مواجهة من اجل الحرية والكرامة -،لذلك لم يتردد في قبول الاقتراح الذي عرض عليه، محررا جريدة تلغراف الريف الصادر آنذاك بمليلة المحتلة ،ومهمة التدريس في المدرسة الابتدائية، وتقلده وظيفة الكاتب والمترجم في مكتب الشؤون الأهلية، ثم قاضيا ورئيسا للمحكمة الاستناف. إلا أن ما يثير الانتباه أكثر من النشاط الفكري لهذه الشخصية الموسوعة، وهو القيام بتلقين اللغة الريفية لبعض الاسبان إلى جانب اللغة الدارجة لطبيعة الحال؛ لقد ورد في جريدة تلغراف الريف بتاريخ: 1914-2-14 "إعلان عن افتتاح أكاديمية اللغة الدارجة والريفية بمدرسة الشؤون الأهلية وذلك بظهير ملكي صادر يوم 1914-1-17 يتم من خلاله تعيين القاضي الخطابي معلما وسيدي محمد بن الحاج عمر طحطاح أمين الديوانة بمليلة كمساعده حسب الأمر الملكي الصادر بتلغرافة يوم 10 يناير 1914"،وكان من الطلب الاسبان الذين درسوا على يد الخطابي آنذاك:الجنرال سلفيستر الشهير وكذلك كانديدو اوبيرة مدير تلغراف الريف والكابتن مياخا وكذلك المستعرب كاستييخوس،ويذكر الخطابي انه اعتمد على كتاب النحو الريفي للكاتب فرانسيسكاني باسكي للتدريس اللغة الريفية ، وفي هذا الصدد يقول الخطابي في الجريدة البلاغ المصرية: (السكان الأصليين لشمال إفريقيا هم "البربر" وهؤلاء اختلف في أصلهم المؤرخون، فمنهم من قال إنهم "آريون" انحدروا من أوروبا بعد أن غادروها إلى إفريقيا واستقروا في شمالها.. وفريق آخر قال إنهم في الواقع سلالة لعناصر مختلفة كثيرة منهم "الوندال" و"القوط: و"أهل فينيقيا" وكانوا من الوثنيين الذين لم تبلغهم الأديان السماوية قبل موسى والمسيح ومحمد عليهم جميعا أشرف السلام.)؛ ويقول أيضا في جريدة تلغراف الريف بتاريخ: 1914-10-2 (إن ثلث أرباع سكان الإمبراطورية المغربية من أصل بربري، والباقي من ذوي أصل عربي. وليس هذا صحيح فحسب ،بل يمكن التأكيد بأنه في شمال أفريقيا، من سوس إلى تونس، فالساكنة البربرية هي الغالبة إلى حد أن إزهيان (سكان تخوم الجزائر) يتكلمون تقريبا نفس اللغة التي تتكلمها قبائل الريف؛من هنا تستنتج الأهمية الكبرى لدراسة "الشلحة" بالنسبة للإسبانيين وحسن تدبير الجنيرال خوردانا لاقتراح تدريسها رسميا؛ إن البربرية أو "الشلحة" تنطق بلهجات مختلفة، والتي يتكلمها مواطنينا هي "تمزخت" كلمة منحدرة من "مذيكس" والذي هو اسم أحد المؤسسين للساكنة البربرية لهذه الأراضي؛إن المغاربة لا يكتبون "شلحة" ولكن من أجل تعليمها، يتعين نقل أصواتها بالإسبانية أو بالعربية، لأنه من خلال هذين الحرفين، يمكن التعبير على أصواتها بسهولة. إن هندستها النحوية، ورغم أنها ليست معقدة لا تقف في طرح صعوبات ولاسيما ما يهم الأوربي بالنسبة للنطق الذي يحتاج للتمرن عليها أكثرفي هذه المنطقة، تتضمن "الشلحة" في معجمها الشيء الكثير من الكلمات العربية؛ أما في سوس فإن التحدث بها يكون أكثر أصالة لأنها لم تخضع لتأثير اللغات الأخرى،انه لشرف كبير بالنسبة لي ان أعين أستاذا بهذه البلدة وللثقة التي حضي بها شخصي،سأحاول وضع كل جهودي لصالح هذا الهدف ، أي في وقت وجيز سيتمكن الأسبان من التفاهم مع السكان المحليين ،يعود الفضل الكبير للأب الجليل الإسباني ساريناندرا من الفرانسيسكان، في كونه قد كتب نحوا جد كامل "للشلحة" ويبين هذا الإنجاز معارفه المعمقة باللغة.بالنسبة لي، وفي مهمتي كأستاذ سيدعمني المساعد محمد طاحطاح، وسأتبع نفس منهجيته في العرض واستعمل المواضيع والتمارين التي يحتويها الكتاب ؛إن التمارين اليومية ستقون على الكتابة والترجمة، وعندما يكتب التلاميذ المستوى الضروري المتقدم ستكون لنا تطبيقات المحادثة،متمنياتي هو أن كل من يوجد في هذه الأقسام، عسكريين أو مدنيين،سيتمكنون من امتلاك لغة جد ضرورية هنا، وأطلب من الله أن يكون كذلك.). لعل الوقت حان لإظهار فكر الخطابي وإعطائه المكانة اللائقة به، وبفكره الحضاري سيظل الخطابي معلما منيرا لا للمغاربة فحسب، بل لأمته العربية والإسلامية والإنسانية كلها، وتلك هي حكمة الله في عباده المؤمنين المخلصين العاملين الذين قال الله فيهم:{ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} . لعل الوقت حان لإظهار فكر الخطابي وإعطائه المكانة اللائقة به، وبفكره الحضاري سيظل الخطابي معلما منيرا لا للمغاربة فحسب، بل لأمته العربية والإسلامية والإنسانية كلها، وتلك هي حكمة الله في عباده المؤمنين المخلصين العاملين الذين قال الله فيهم:{ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} . حرر بالرباط بتاريخ 03/02/2011