الهمة ليس هو من خلقني..ورأيه لا يلزمني • إلياس العمري ليست له آية مسؤولية بحزب الأصالة والمعاصرة، وليس عضوا بمجلسه الوطني أو بمكتبه الوطني أو بمكتبه الوطني، ولكن يقدم كأبرز القياديين للبام. ما هي صفتك بالضبط داخل البام؟ وكيف تفسر هذا الموقع الذي تحظى به في الحزب؟ بالنسبة للصفة التنظيمية فإلى حدود الساعة أنا أنتسب إلى المشروع، أنا لا أتحدث هنا، عن البشر، أنا انتسب إلى مشروع فكري وسياسي. • تريد أن تقول إنك تنتمي إلى مشروع البام وليس إلى حزب البام؟ أنا أنتمي إلى المشروع ولا انتمي إلى الأشخاص لأن المصيبة الكبرى في بلادنا هي ربط المشروع بالأشخاص... أريد جوابا واضحا ودقيقا. هل ما تقوله يعني أنك لست عضوا بالأصالة والمعاصرة. • ولكنك تقدم كأحد أبرز صناع القرار في البام. من أين تستمد هذا النفور؟ مثلما قدمت كمثير للفتنة، ومثلما قدمت باعتباري أقف وراء اعتقال جامع المعتصم ، ومثلما قدمت كستالين وك"سلكوط" فهناك من يقدمني بالصفة التي تسألني عنها. في السياسة الإنسان يقدم نفسه... • وبأية صفة حضرت أول اجتماع جمع بين قيادتي حزبي الاتحاد الاشتراكي والاصالة والمعاصرة؟ حضرت بصفتي مؤسسا ومنتسبا للمشروع. وهنا، أريد أن أتساءل: ما الذي نقوم به لكي تسير السياسة في بلادنا بشكل جيد، مثلما هو عليه الأمر في بلدان أخرى؟ لماذا، عندما تكون هناك لقاءات بين قيادات حزبية حول موضوع معين، مثل مدونة الانتخابات أو قانون الأحزاب، لا تستعين قيادات هذه الأحزاب بخبراء تشركهم معها في اجتماعاتها... • هل تريد أن تقول إنك حضرت الاجتماع مع قيادة الاتحاد الاشتراكي بصفة الخبرة؟ لا، حضرت مع وفد البام بالصفة التي قلت لك... • ولكن ذلك الاجتماع كان على أعلى مستوى ولك يحضره من الجانبين إلا أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي وأعضاء المكتب الوطني للبام وأنت. في ما يتعلق بالبام، فإنه لم يشتغل أبدا بأعضاء المكتب الوطني فقط، هناك لجنة العلاقات الخارجية والعامة، التي يترأسها الحبيب بلكوش وهي التي تقرر كلما توصل الحزب بدعوة ما أو كان له اجتماع مع حزب ما، في من سيحضر. • أليس السر في هذا النفوذ الذي تتمتع به داخل البام هو علاقتك الوطيدة مع فؤاد عالي الهمة؟ أنت تعرفني قبل أن أعرف فؤاد عالي الهمة، وبإمكانك أن تعرف هل كانت عندي قبل ذلك مكانة ما أم لا. فؤاد عالي الهمة تعرف علي لأنني كنت موجودا ولم يخلقني. وأنا أعتز بصداقة هذا الرجل. الصداقة شيء والتفكير والقرار والموقف شيء آخر. فؤاد عالي الهمة لم يحدث يوما أن فرض علي رأيه، مثلما أن رأيي لا يلزم فؤاد، بل يلزمني أنا وحدي، وعندما أتكلم، أقول إن هذا الكلام لي ولا أنسبه إلى أي أحد فلا يجب أن نحاكم الناس بناء على العلاقات بل بناء على المنتوج الذي ينتجونه. وهذا ما تربينا عليه في اليسار كنا نقرأ مقالات وتحاليل غير موقعة، لم يكن أصحابها يوقعونها ليس خوفا من البوليس ولكن خوفا من الاصطفافات. ومع كامل الأسف، مازال الاصطفاف عندنا يتم على أساس الأشخاص، وليس الأفكار وهذا ليس موجودا فقط في البام ولكن في جميع الثكنات الحزبية الموجودة في المغرب حيث الاصطفاف حول شخص وليس حول مشروع سياسي. • وهل يمكن أن تنكر ما يؤكده الكثير من المتتبعين والمهتمين بالوضع السياسي والشأن الحزبي بالمغرب من أن البام نفسه قام على هذا الأساس الذي تنتقده أنت الآن، حين يربطون وجوده بشخص فؤاد عالي الهمة بالنظر إلى صداقته مع الملك؟ أولا، لقد أجبتك سابقا في موضوع صداقة الملك حين سألت هل صداقة الملك جريمة؟ اتنا أريد من هؤلاء المحللين السياسيين وغير السياسيين أو يجيبونني عن هذا السؤال... • ليس موضوع سؤال هو الصداقة في حد ذاتها، حتى تتحدث عن الجريمة. ولكن حين تكون لهذه الصداقة آثار وتبعات في الحقل الحزبي وفي الوضع الذي تمارس فيه السياسة في المغرب، تصبح محط سؤال. وهذا ما نعانيه يوميا.فكيف يمكن أنت تفسر هذا الجري المثير لعدد كبير من الذين أسميهم "ذوي السوابق الانتخابية" من أجل الانتماء إلى البام؟ فجأة، بين عشية وضحاها وجدوا أنفسهم مجرورين إلى هذا الحزب الحديث النشأة؟ هذا أمر ليس جديدا في تاريخ المغرب. علينا أن نقرأ تاريخ المغرب. كيف أن المقاومين الذين قاموا في العشرينيات انتقلوا من البندقية إلى "اللطيف" من البندقية إلى وثيقة المطالبة بالاستقلال كيف وقعت اصطفافات جديدة بين حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال، كيف جرى كثيرون من انتماءات مختلفة صوب الاتحاد الوطني، لماذا جرى كثيرون إلى الحركة الشعبية... إلى غير ذلك من التجارب. الأمر لا تيعلق بظاهرة جديدة مرتبطة بالبام إنها ظاهرة سياسية بالمغرب، وتوجد بالعديد من البلدان. • لنفترض مثلا أن فؤاد عالي الهمة لم يعد غذا يرغب في العمل السياسي هل تتصور أن البام سيستمر بدون الهمة؟ وهل يتوفر على قومات الحزب السياسي؟ نعم، سيستمر ويتوفر على مقومات بدون الهمة وقد عشت تجربة، حين غاب فؤاد عالي الهمة من الجزب... • هل غاب لكي يختبر الحزب؟ لا ، كانت له ظروفه الخاصة. لم يكن ربما مقتنعا بالكيفية التي سير بها آنذاك المشروع. ومازالت أتذكر أنه حين طرح غياب الهمة، وكان حينها الأمين العام للحزب هو حسن بنعدي، قام مناضل وقال :"من كان يعبد محمد فمحمد قد مات ومن كان يعبد الله فالله حي لا يموت"، فلا يمكن أن ننظر باستبلاد لكل هؤلاء الناس الذين يوجدون بالحزب، في القيادة وفي القاعدة، هؤلاء الناس ليس فؤاد هو من خلقهم، ربما هناك الذين يدخلون من أجل فؤاد، مثلما هناك من يدخل الاتحاد الاشتراكي من أجل الراضي أو يدخل حزب الاستقلال من اجل عباس. • كيف تنظر إلى ما حدث في تونس؟ أليس ضروريا اليوم أن نقول إن ما حدث في تونس يعنينا ويجب أن ننشغل به وننظر في ما نشابه فيه؟ ليس ما يحدث فقط في تونس هو الذي يعنينا بل ما يحدث في اليمن يعنينا أيضا. وغذا كان ما يحدث في اليمن التي تبتعد عنا آلاف الكيلومترات يعنينا، فما بالك بتونس . ما يحدث في تونس له انعكاسات ليس فقط في المغرب، بل حتى في أمريكا اللاتينية كذلك، وأنا أقول من الآن انتظروا ما سيقع في كوبا وفي بلدان أخرى لا تفرق بين الحزب والدولة. لذلك، فما حدث في تونس لن تكون له انعكاسات على المغرب فحسب، بل على مناطق أخرى، لأن الدرس الأساسي الذي تقدمه الظاهرة التونسية اليوم هو أنها حررت الجيل الجديد من عقلية الجيل القديم. فمن قاموا بثورة تونس هم شباب وشابات ليس لهخم أي |إكراه تاريخي، فحين تحدثهم عن استقلال بورقيبة يقولون نحن لا نعرف لا بوزرقيبة ولا مفاوضات مع فرنسا ولا تكلمنا عن هذا... • ولكن ما حصل في الماضي لا زيال يطاردنا ويحاصرنا... ما يحاصرنا ويكبلنا ليس هو ما حصل بل هو أننا لا نعرف ما نريد. يوم نعرف ما نريد من المستقبل كن على يقين أن الماضي لن يكبنا، وأنا اتحدي القوى السياسية الكبرى في أن تقدم مشاريع عن المستقبل. أنا لا أتحدث عن الأشياء الآنية كتلك المرتبطة بالحكومة أو بغيرها من الاستحقاقات الظرفية. مثلا، أنا لم أطلع على مذكرة الاتحاد الاشتراكي حول الإصلاحات الدستورية لأعرف هل فيها تطول معرفي وليس فقط قانونيا أم لا. فإذا استثنينا الحزب الاشتراكي الموحد الآن والاتحاد الاشتراكي في 1975 فلا أحد نجح في أن يقوم بقطيعة سياسية، أقول قطيعة سياسية وليس معرفية. ففي 1975 قام الاتحاد الاشتراكي في التقرير الإيديولوجي بقطيعة سياسية وحمل مشروعا، وحدد خياره في الديمقراطية كاستراتيجيه وليس كتكتيك. وكان آنذاك اليسار الذي انتميت إليه يعتمد الديمقراطية كتكتيك، بينما الاتحاد الاشتراكي كانت له الشجاعة ليعلن اختياره بكل وضوح، وسميناه آنذاك حزبا إصلاحيا وحزب الدولة. ولكن ثبت العكس في ما بعد. وأقول إن التقرير الإيديولوجي للاتحاد الاشتراكي يشكل اليوم أرضية مشتركة خصبة لوحدة قوى الحداثة والديمقراطية. أقول هذا الكلام وأنا أتحمل كامل المسؤولية، وأنا هنا لا أتحدث عن بلاغات المؤتمرات التي جاءت في ما بعد أو عما حدث في ما بعد. • هل تتصور أن ما حدث في تونس سيدفعنا للإقدام على بعض المبادرات؟ هناك حقلان اثنان في المغرب حصل الإجماع لكي لا يخضعا لإعادة التأهيل، وهما الحقل الاقتصادي والحقل الإعلامي ويظهر كأن الجميع متفق، البعض بالصمت والبعض الآخر بالفعل، على ألا تمارس الشفافية والوضوح في هذين الحقلين. وأظن أنه لم يعد مقبولا أن يبقى هذان الحقلان خارج التأهيل لأنه لا يمكن أن تتم تنميتها بدون تأهيل. • وماذا عن الحقل السياسي. ألا يحتاج هو الآخر إلى إعادة تأهيل جذري؟ وهنا، يحضرني ما كان صرح به الهمة، في إحدى الندوات التي نظمتها إحدى الجرائد مباشرة بعد الانتخابات حين قال إنه لا مشكلة له مع الملكية البرلمانية بل مع التوقيت وأنه مع الوصول إليها لكن بالتدريج ألا ترى أن ما وقع اليوم في تونس يدفعنا إلى أن نربح الوقت؟ ما وقع في تونس اليوم وما يقع في اليمن وفي الجزائر وما سوف يحدث في مناطق أخرى، يفرض على المغرب الآن وليس إذا أن يدخل في جيل جديد من الإصلاحات السياسية والمؤسساتية بما فيه فتح نقاش حول دور الملكية، يجب أن نخرج من الطابوهات. • في أي أفق تريد أن يفتح النقاش حول دور الملكية؟ أنا إنسان لأ أتنكر لتاريخي أنا طرحت رأيي في 1994 في التنظيم الذي كنت أنتمي إليه "الديمقراطيين المستقلين" وصدر حينها في بيان نشرته جريدة "النشرة" وكانت الجريدة الوحيدة التي كانت لها الشجاعة لنشر ذلك البيان في ذلك الوقت. أنا لا أتنكر لتاريخي ولقناعتي. هذه قناعتي الشخصية. ولكن الآن أدعو الفاعلين السياسيين إلى الانخراط في هذا النقاش. • من موقعك في البام، ما هو المدى الزمني الذي سيطرح فيه الحزب هذا المطلب؟ الآن... • هذه "الآن" تقولها أنت أن البام؟ أنا بصفتي مناضلا في صفوف البام وخارج البام كمغربي لدي غيرة على بلدي وعلى مستقبلها سأدافع من أجل أن يطرح هذا النقاش وأنا لست مع طرحه في صيغة مذكرات مغلقة. فقبل صياغة المذكرات، لماذا لا نستمع للشعب؟ فعند الاستماع إلى الشعب قد تظهر آراء متقدمة أكثر من الملكية البرلمانية كمواطن مغربي، ومن موقعي وهمومي واهتماماتي أقول إننا في المغرب مثلما فتحنا عددا من الملفات يجب أن نفتح هذا الملف علنيا، لماذا نصوغ مذكرات ونغلقها ونرسلها؟ لنتناقش علنيا، في هذا الموضوع. على الأحزاب أن تستمتع إلى قواعدها وإلى المواطنين، وان تشرك المجتمع المدني. فكل من يعتبر أنه يخدم الملكية حين يقول "نحن جنود مجندون..." خاطئ فاستمرارية الملكية في المغرب مرتبطة بالتحديث والتطوير. وأظن أن الملك حين يقوم بخرجات ولا يترك أية منطقة في المغرب دون أن يزورها فإنه يقدم إشارات لفتح النقاش. ولكن مع الأسف نحن في المغرب حين نفشل نبحث عمن نعلق عليه فشلنا جريدة الحياة