منذ إفتتاح مكتب طلبات اللجوء في سبتة ومليلية المحتلتين، ظل مكتب مليلية يستقبل فقط طلبات اللاجئين العرب أو أولئك الذين ينحدرون من شمال إفريقيا، مع إستثناء الافارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء، فيما لم يستقبل مكتب سبتةالمحتلة أي طلب لجوء منذ افتتاحه سنة 2015. وحول الامر تقول صحيفة "إل باييس"، أن الشرطة المغربية تمنع وصول أي مهاجر إلى بوابة الاسبان في سبتة ومليلية، ويتمكن المهاجرين العرب أو الشمال إفريقيين من الوصول لمليلية بسبب شبه بشرتهم ببشرة المغاربة، فيما يمنع الافارقة من الاقتراب. ويقول اتال وهو طالب لجوء فلسطيني بمليلية يبلغ من العمر 24 سنة، المهم بالنسبة لنا هو الوصول إلى مليلية وليس الطريقة التي نتبعها، وقد حاولنا يوميا حتى وصلنا"، ويضيف مواطنه محمد المقيم معه في مركز استقبال اللاجئين بمليلية :" لم تكن مشكلتنا مع الشرطة الاسبانية، بل مع نظيرتها المغربية بالحدود والتي تقوم بضربنا، وقد كلفنا الوصول لبوابة مليلية 600 أورو". وتسمح بشرة الشمال افريقيين والشرق أوسطيين، بالوصول إلى بوابة مليلية لكن بمقابل مادي يتراوح بين مائة أورو و800 أورو، وهو الامر الذي لا يتوفر للأفارقة من جنوب الصحراء الذين يضطرون إما لإجتياز السياج الشائك والذي توفي بسببه مهاجر مالي قبل أشهر، أو العبور لمليلية من البحر، وهي الطرق التي يستغلها المهربين لجني المزيد من الاموال. ويتساءَل خوسيه بالاثون عن جمعية "برودين"، التي تعنى بحقوق الطفل والمهاجرين، والتي كانت سباقة للكشف عن فيديوهات اختراق السياج من قبل الافارقة قبل سنوات، عن السبب الذي يمنع الشرطة المغربية من السماح للمهاجرين الافارقة من عبور الحدود لطلب اللجوء، رغم أنه لا يوجد بند قانوني بذلك، في حين تستقبلهم الشرطة الاسبانية حال الوصول إليها، وتسمح لهم بوضع طلب اللجوء الذي تتم معالجته من قبل القضاء الاسباني. عمر الناجي عن الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع الناظور، يؤكد أن الاجراءات التي تتخذها السلطات الامنية المغربية، لا تستهدف شبكات الاتجار بالبشر، وأن المعتقلين في الاشهر الماضية والذين تم ترحيلهم كانوا من المهاجرين الافارقة، في حين تزدهر تجارة المهربين.