كثيرة هي التناقضات التي تعيشها مدينة الناظور، وعلى مستويات مختلفة، سواء السياسية أو الثقافية أو الاقتصادية أو الرياضية والاجتماعية كذلك...؛ وهذا لا يخفى على المتتبعين ومن يمارسون التحليل الموضوعي للأمور ولواقع الإقليم إبّان السنوات الأخيرة، بحيث أصبح البحث عن المصالح الشخصية وتقلد المناصب ولو كانت بدون جدوى ونفع، وتأسيس إطارات تبقى ورقة ضغط فحسب، يتم اِستعمالها في بعض المناسبات، دون أن تقوم بدورها الأساسي الذي من أجلها تم إنشاؤها، هو الهدف الأول لعددٍ من الأشخاص ومن يزعمون أنهم "فعاليات" دون تعميم بطبيعة الحال. الكلام أعلاه، يأتي بمناسبة تأسيس جمعية تعنى بالدفاع عن المستثمرين وتشجيع الإستثمار بالجهة الشرقية، وقد شهد إقليمالناظور أشغال جمعها العام التأسيسي بحضور ثلة من الأشخاص نكّن لهم كامل الإحترام والتقدير، لكن هذا لا يمنعنا من الدخول معهم في نقاش صحي وننتقد هذا الإطار الجديد نقدا بناءً حتى يتم تدارك ما نعتبره أخطاء وقع فيها الساهرون على هذا الإطار الجديد. بداية، هناك العديد من الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة والمُخوّل للإجابة عنها هُم صنّاع هذا الإطار، لماذا التأسيس في هذا التاريخ وهذه الظرفية بالضبط؟، ولماذا ليس في وقتٍ سابق؟ ألا يعلم من سهروا على تنظيم هذا الجمع العام أن هناك جمعيات أخرى بالناظور تعنى بالمستثمرين؟ ألم يكن حريا بهؤلاء العمل على تقوية إطار واحد للترافع والدفاع عن المستثمرين أفضل من خلق إطار ثانٍ بنفس الأهداف؟ هل الحاضرون في الجمع التأسيسي فعلا مستثمرون بالمعنى الأصح لِصِفة المستثمر؟ من منظوري الشخصي، أعتقد أن الهفوة الأولى للساهرين على تنظيم هذا الإطار، كانت بتحويل لقاء وجمع عام خاص بالمستثمرين، إلى لقاء خاص بالمنتخبين والذين حضروا لهذا الموعد دون أن نعرف ما هي صفتهم، هل هي سياسية أم بدورهم حضروا كمستثمرين، فإن كانت الصفة الأولى فهذا أمر غريب لكون الإطار هدفه جمع المستثمرين من أجل الدفاع عنهم لدى السلطات والجهات المعنية ومن بينها هؤلاء المنتخبين، أما إذا كان حضورهم بصفتهم مستثمرين فهنا حديث أخر ونقاش أخر. الهفوة الثانية، أن الخطاب الذي تم استعماله في هذا اللقاء، كان سياسيا أكثر منه عمليا على عكس ما تحتاجه مثل هذه التنظيمات التي يجيب أن يغيب فيها كل ما هو سياسي، وأن تعمل فقط في إتجاه واحد ووحيد وهو مساعدة المستثمرين وجلب الاستثمارات للمنطقة، دون محاولة إستثماره سياسيا لأن أي خطوة من هذا القبيل ستعجل بموت هذا الإطار. الهفوة الثالثة التي وقع فيها الحاضرون في هذا اللقاء، هو إنتخاب زعيم ومسؤول نقابي "محمد بوجيدة" على رأس تنظيم خاص بالمستثمرين ما يعني الباطرونا، وهنا سنجد أن الأمر يشكل تناقضا صارخا، فلنفترض أن عمالا ينتمون للنقابة التي يترأسها رئيس جمعية المستثمرين هذه التي تم تأسيسها، ولديهم مشاكل مع أحد المستثمرين المنتمين للجمعية، فعلى من سيدافع الرئيس هل على عمال نقابته، أم منخرطي جمعيته؟؟؟ والغريب في الأمر أن الرئيس محمد بوجيدة رددها في الجمع العام أنه لا يريد أن يكون رئيسا، إلا أن الحاضرين ضغطوا عليه من أجل ذلك، ولكن هل فكَّر في عواقب رئاسته لهذا التنظيم؟ وهل فكر في مصداقيته التي ستوضع على المحك عندما سيكون على رأس تنظيمين الأول خاص بالعمال والثاني خاص بالباطرونا؟ في الحقيقة أن الإقليم والمنطقة لا تحتاج لتنظيمات وإطارات جديدة للدفاع عن المستثمرين، ما تحتاجه فعلا هم مستثمرون غيورين ونحتاج إستثمارات كبرى ليست المقاهي والمطاعم فقط، نحتاج لشركات تشغل عدد كبير من الأشخاص ومشاريع ضخمة حتى يكون فعلا للمستثمرين دور في تنمية الجهة والوطن.