رجل محظوظ لا يؤمن بالحظ هو الرجل الأغنى بالمغرب الذي يملك أكبر ثروة بالمملكة من حيث الرأسمال داخل البورصة، تقدر ب25 مليار درهم، المقاول الذي أسس الشركة العقارية الضخمة "الضحى" لاجل متوسط الطول وأب لثلاثة أبناء. ولد الحاج عبد السلام ولد أنس الصفريوي بمدينة فاس سنة 1957، وينحدر من عائلة فاسية. والده الحاج عبد السلام، أحد أبرز أعيان ورجال أعمال فاس، كون ثروته من استغلال مقالع الغاسول ومن العقار والصناعة، وكان يمتلك شركة طيران. هذا إلى جانب كونه أول مغربي يفتتح حسابا مصرفيا في "البنك الشعبي" بفاس. الميراث الفاسي طبع كذلك زواج الصفريوي، حيث تزوج وسنه لا يتجاوز 23 سنة بفاسية وفق التقاليد التي تربى عليها. هو الإبن السابع لعائلة مكونة من ثمانية أبناء. عندما بلغ سن ال12 غادر مسقط رأسه وانتقل إلى مدينة الدارالبيضاء، ليواصل دراسته عند عمه، فترك له والده حرية الاختيار بين الانقطاع عن الدراسة واقتحام عالم الأعمال أو إتمام تعليمه، ولم يتردد للحظة فاختار عالم الأعمال، لكنه تابع دروسا لتطوير مستواه في مجال تسيير المقاولات. غادر الشاب أنس المدرسة الثانوية في سن الخامسة عشر، قبل أن يحصل على الباكالوريا، وقضى بضع سنوات بمدينة طنجة في سبعينيات القرن المنصرم، لصقل موهبته كرجل أعمال ناشئ. سنة 1974، وفي زمن مغربة قطاع الصناعة، ظهر الصفريوي على الساحة لأول مرة، ليعمل فيها مستقلا ولحسابه الخاص، غير أنه ودون أن يستغني كليا عن والده الذي كان الضامن له لدى الأبناك. بدأ رجل الأعمال الشاب في اقتناء مصانع الورق والكرطون في كل م الدارالبيضاء، طنجة، فاسوأكادير، حتى بات يؤمن لوحده نصف حاجيات السوق المغربية من مواد تلفيف الإسمنت مع نهاية الثمانينات. بان عليه الأمان سنة 1979 توفي الصفريوي الأب، الذي كان خير معين لأنس في مساره الاقتصادي، وإن كان الإبن قد تفوق على الأب. عام 1995، وحين طرح الملك الراحل الحسن الثاني مشروع إحداث 200 ألف سكن اجتماعي، كان أنس الصفريوي من أكبر المتحمسين لهذا المشروع، وأطلق إسم "الضحى" على مشاريعه العقارية، حيث أقبل المغاربة بكثرة على شققه السكنية بعد أن سحرتهم العبارة الإشهارية الشهيرة الشرا بثمن الكرا". فكرة الشباك الوحيد كانت جهنمية ويعود لها الفضل في نجاح مجموعة الضحى التي تمثل حاليا الجانب الأكبر من ثروة أنس الصفريوي، بامتلاكه لحصة تبلغ 61.75 في المائة من رأسمال الشركة التي تقدر قيمتها بأزيد من 40 مليار درهم، والثروة البورصوية لأنس الصفريوي تجاوزت 25 مليار درهم وزيد وزيد. تحصل الصفريوي على 2.7 مليار درهم عند دخول أسهم "الضحى" للبورصة، دون أن ننسى أملاكه العقارية التي يصعب حصرها. زعيم شلة الأغنياء سنة 2006، نشرت قائمة بأسماء عشرة أغنياء مغاربة، وكانت المفاجأة بتصدر أنس الصفريوي، رئيس المجموعة العقارية "الضحى" التي تنشط في السكن الاقتصادي، للقائمة، وحددت ثروته في 24 مليار درهما، استطاعت أسهم مجموعة "الضحى" أن تتضاعف خمس مرات ونصف في أقل من ستة أشهر من طرحها في البورصة، إذ انتقل السهم الواحد من قرابة 60 دولارا ليساوي حاليا قرابة 350 دولارا. في أبريل 2010 سيتجه للاستثمار في الإسمنت بطموح لبلوغ حصة 2.5 من السوق الوطنية. وكان أنس الصفريوي، قد أطلق مشروع شركة "أطلس للإسمنت" قبل عامين في إطار مبادرة اندماجية مع شركة "الضحى العقارية" التي تعتبر أكبر شركة للإنعاش العقاري بالمغرب... شرع في تشغيل المصنع الأول لشركة "أطلس" في منطقة "بن أحمد" في ضواحي الدارالبيضاء واستكملت أشغال بناء مصنعها الثاني في منطقة بني ملال، وتقدر الطاقة الإنتاجية للمصنعين بنحو 3.2 مليون طن من الإسمنت سنويا، والكلفة الإجمالية لإنشائهما بنحو 4 مليارات درهم (482 مليون دولار). وتملك شركة "إسمنت المغرب" خمسة مصانع في مدن مراكش، آسفي، الجرف الأصفر، أكادير والعيون، التي تغطي المناطق الجنوبية لمغرب. وآخر استثمارات الشركة في مشروع مصنع جديد في منطقة شتوكة آيت باها قرب أكادير بطاقة إنتاجية قدرها 2.2 مليون طن سنويا. بقلب المدينة الحمراء وفي شارع محمد السادس بالضبط، أطلقت شركة "بريستيجيا"، مشروعها العقاري المتميز (مراكش غولف سيتي) الذي بعد أول منتوج مجهز بملعب للغولف لهذه الشركة، فرع مجموعة الضحى العقارية الخاص بالسكن الرفيع. ويمتد مشروع غولف سيتي الواقع بوسط حي "هيفيرناج" الراقي على مساحة 190 هكتار، حيث تمتد مساحته على ملعب متكامل للغولف من فئة 18 حفرة، تنفتح عليه كل البنايات التي يضمها المشروع والموزعة ما بين أجنحة خاصة بالفيلات وأخرى بالشقق، فضلا عن فندق من فئة خمس نجوم وآخر من النوع الراقي الخارج عن التصنيف، إضافة إلى مركز تجاري ونادي خاص. طموحات الصفريوي لا تقف عند حدود القطاع العقاري، حيث بدأ يبحث عن إمكانية دخول مجال النقل الجوي عبر إحداث شركته الخاصة على خلفية انفتاح الأجواء المغربية، ودخول اتفاقية الفضاء المفتوح بين المغرب والاتحاد الأوربي حيز التنفيذ، إذ قام فعلا بإنشاء شركة في هذا المجال تحت إسم "دريم فلايت". عاش الجليد والتحف يحب سيارات الجاكوار والتنقل بطائرته الخاصة يعشق الصفريوي التزلج على الجليد، وفي سن مبكرة حصل على إحدى الكؤوس في فنون الحرب (الكراتيه، ويهوى جمع التحف النادرة واللوحات التشكيلية، هذا العشق تحول إلى زوجته منية التي تدمن على زيارة المعارض ومحلات التحف القديمة. لباس الصفريوي كلاسيكي مالئة بالمائة، حتى أثناء زياراته لعماله في فضاءات البناء حيث الرمل والسيما، يأتي الرجل بلباسه الأوربي الأنيق، لكنه لا يخاف على لباسه من الاتساخ وقد حدث مرة أن نزل من "الطابي روج" لمصافحة عماله، بينما تسمر وزراء في أماكنهم، كان ذلك في إحدى المدن التي تم تدشين مشاريع سكنية ضخمة بها. الصفريوي يسكن في قصره الكبير بكاليفورنيا بمدينة الدارالبيضاء، صاحي الشقق الصغيرة بمجموعته الضحى، يملك واحدا من أكبر القصور بالبلد، لا يتسوق، إنها مهمة منية الصفريوي زوجته. إلا إذا تعلق الأمر بشراء إحدى الطابلوهات أو اللوحات الفنية وقطع من التحف. كايحماق على هاذ الجوج. الصفريوي يركب سيارات البي إم والجاكوار دون غيرهما. كما يملك طائرة خاصة هي واحدة من أكثر الطائرات الخاصة تميزا في المملكة. شأنه شأن تسع شخصيات مغربية أخرى بالمملكة، وكبعض الشخصيات التي باتت تلجأ إلى الاستعانة بالحراس الخاصين، فالصفريوي لا يرتبط بحراسه إلا في المناسبات. الوجه الإنساني لكبير الأغنياء للصفريوي أدوار اجتماعية وخيرية، فقد استثمر مبلغ 182 مليون جرهم في أعمال إعادة تأهيل مدينة فاس، بمناسبة مرور 12 قرنا على تأسيس المدينة العلمية. كما يتبرع بأموال كبيرة إلى عدد من الجمعيات النشيطة بالمملكة. وقد يلجأ إلى تحقيق كل مطالب إبنته "المدللة " بغاية إرضائها. في يونيو 2008، زارت الفنانة اللبنانية الشهيرة نانسي عجرم مراكش من أجل إحياء حفل زفاف نجل أنس الصفريوي الرئيس العام لمجموعة الضحى، وأفرد الصفريوي طائرة خاصة أقلت النجمة اللبنانية رفقة فرقة موسيقية تضم 24 عازفا من بيروت نحو مطار المنارة بمراكش، فيما جرى تخصيص جناح خاص بفندق فاخر بحدائق النخيل لإقامة الفنانة اللبنانية، وخصص فندق آخر لإقامة أعضاء فرقتها الموسيقية وحرسها الخاص. تم وصف عرس نجل الصفريوي بالأسطوري، إذ حضره أزيد من ألفي ضيف ورصدت له ميزانية تجاوزت الملياري سنتيم. السيد فرحان ببنتو وفلوسو هاديك.