مثلما كان متوقعاً، إستجاب العشرات من أهالي مدينة الناظور وبلداتها الضاحوية، من مختلف الفئات العمرية، نهار اليوم السبت 15 سبتمبر الجاري، للنداء المُعمّم قبل أسبوعين عبر الموقع الافتراضي "فايسبوك"، الدّاعي إلى تجسيد وقفةٍ تنديدية لمُطالبة الجهات المسئولة بتعجيل إحداث مستشفًى جامعيٍّ متخصِّص في عِلاج مرض السّرطان. وتقاطر على "ساحة التحرير" وسط مدينة الناظور، عشرات النشطاء من مختلف التيارات والتوجهات والانتماءات، إلى جانب فنانين في شتى الميادين والمجالات، بالإضافة إلى شباب وشابات توفدوا من شتى أنحاء إقليميْ الناظور والدريوش، لتلبية الدّعوة الحاثّة على مطالبة المسئُولين بضرورة إنشاء مركزٍ إنكولوجي من شأنه التّخفيف من حدّة مُعاناة مرضى السرطان بالمنطقة التي تعرف النسبة الأكبر من حالات الإصابة بهذا الدّاء الفتّاك. وفُسَحت خلال الوقفة الاحتجاجية التي حرص المُنخرطون في تأثيثها، على غياب أيّ كلمات توضيحية فضلا عن عدم ظهور أيّة زعامات أو اِنتماءات في الواجهة، تفادياً لنسبها لأيّ تنظيمٍ معيّن، في مقابل جعلها بادرة محض "مدنية" نابعة من صلبِ دعوات ساكنة الإقليم، المجال أمام أحد أقرباء إبن الناظور "نصرو الصالحي" الذي وافته المنية مؤخراً بعد صراعٍ مرير مع المرض الخبيث، للحديث عن معاناة الفقيد وغيره من الضحايا على شاكلته، في ظل غياب أيّ مركز إنكولوجي بالناظور. فيما صدحت حناجر المشاركين في الوقفة العارمة المؤثثة بلافتاتٍ غاضبة تتضمن شعاراتٍ من قبيل "السرطان يقتل الريف.. المرض الصامت يفتك بنا.. أغيثونا.. لماذا لا أعالج في مدينتي؟"، وغيرها من الشعارات المُنددة بغياب مستشفى متخصّص لعلاج السرطان. هذا، واستجاب عدد كبير من النشطاء والمشاركين في الوقفة، للمقترح الداعي إلى حلق الرؤوس على هيئة مرضى السرطان، تعبيراً عن التضامن المطلق مع هذه الفئة التي تعاني في صمت أمام غياب مستشفى من شأنه إعفاءَهم من مشقة التنقل والسفر بعيداً بغية تلقي حصص العلاج اللاّزم، بحيث بدا لافتاً لجوء العديدين إلى حلق رؤوسهم إبّان الوقفة التي إتسمت بسلميتها وتنظيمها المحكم ورقيّ وحضارية شكلها الاحتجاجي.