النساء يعشن أطول من الرجال و المرأة المدنية تعيش أطول من نظيرتها القروية قدم أحمد الحليمي علمي المندوب السامي للتخطيط وصفة سحرية مغلقة بالأرقام الوردية و الواقع المخملي و النسب التي تفرح القلوب وتثلج الصدور هدية الى كل المغاربة من أجل العيش طويلا و التمتع بالحياة الكريمة التي تعني في عرف المندوبية : " الماء و الكهرباء ". وفي هذا السياق ، أشارت نشرة المندوبية السامية للتخطيط أن النمو الديمغرافي للمغاربة انخفض بنسبة 30 في المائة بين سنتي 1988 و 2008. وجاء في النشرة ذاتها أن عدد السكن ارتفع بمعدل 39 شخصا في كل ساعة سنة 2008 بدل 55 شخصا كل ساعة في 1998 أي بانخفاض سريع يقدر ب 30 في المائة. كما انخفضت خصوبة النساء بمعدل طفلين على مدى 20 سنة على المستوى الوطني ، منها طفل واحد أقل بالنسبة إلى نساء المدينة و ثلاثة أطفال أقل بالنسبة إلى المرأة القروية. وفي ما يخص معدل الحياة أوردت النشرة أن المغربي الذي ولد سنة 2008 سيعيش سبع سنوات أكثر من المغربي الذي ولد قبل 20 سنة. كما المرأة ستعيش سنتين ونصف أكثر من الرجل ، وفي السياق نفسه يعيش ساكن المدينة سبع سنوات ونصف أكثر من ساكن القرية. وترجع النشرة ارتفاع نسب الشيخوخة الى انخفاض معدلات الخصوبة وارتفاع معدلات الحياة ، اذ يمثل المغاربة البالغون من العمر أكثر من 60 سنة معدل 8 في المائة من مجموع السكان سنة 2008 ، مقابل كعدل 7.2 في المائة سنة 1998. فيما يمثل السكان الذين يتراوح عمرهم بين 15 و 59 سنة معدل 63.4 في الامئة سنة 2008 مقابل معدل 59 في المائة سنة 1998. وتشير النشرة الى انضمام 100 ألف شخص كل سنة الى الشريحة السكانية النشيطة التي زادت بدورها بين سنتي 1999 و 2008 ب 10.2 في المائة على المستوى الوطني ، منها 13 في المائة داخل المدار الحضري ، ونسبة 6.8 داخل المدار القروي. وتبرز النشرة أن البطالة تراجعت بشكل مضطرد في الفترة ذاتها اذ انخفضت بأربع نقط على المستوى الوطني وبأكثر من 7 نقط داخل المدينة و ب 1.4 في المجال القروي. وضمت النشرة المتفائلة أرقاما عدة حول الماء والكهرباء ونسبا كثيرة حول قطاع الخدمات و الشريحة النشيطة وتوقعات تخص جنة الله في أرضه . لكن ما يعجب له المرء أنه بعيدا عن كل ما أوردناه من سابق الأرقام و المعدلات في هذا البلد السعيد ، نتساءل لماذا لا نرى كل هذا ولا نحس به ولا نستشفه من واقع الحال ؟ فنساؤنا تمتن زرافات ووحدانا في الطريق إلى المستشفي الذي يبعد بسنوات ضوئية عن مقرات أقاماتهن في بيوت طينية ؟ ولماذا كل العائلات المغربية يتكاثر فيها العاطلون سنة بعد أخرى بعد أن لفظتهم مدارس عقيمة ، فينظر الآباء إلى أبنائهم وهم يموتون " عرق بعرق " ؟ ولماذا لا يقوي أطفالنا في الأطلس على حمل أقلامهم و الذهاب إلى حجرات الدرس ؟ ولماذا ارتفعت معدلات الجريمة ؟ ولماذا انتشر العنف و البشاعة بيننا ؟ والسؤال لغير الله مذلة . جمال الخنوسي - الصباح