حل طاقم صحفي عن موقع "DW" الألماني، بالناظور، وذلك لتسليط الضوء على مبادرة منظمة "رامي" الإنسانية، التي أطلقها مجموعة من شباب مدينة الناظور، للاعتناء والاهتمام بالأطفال المتشردين و"الحراكة" الحلمين بالهجرة إلى أوروبا. وأشار ذات المنبر الإعلامي الذي يصدر من ألمانيا، خلال رصده لأنشطة منظمة "رامي" أن الأخيرة، تعمل إلى جانب رعاية المتشردين والاهتمام بهم، على إقناعهم وبالخصوص "الحراكة" على العودة إلى عائلاتهم وذويهم، بهدف تجنيبهم مخاطر التشرد والإستغلال. وفي ما يلي التقرير الذي أنجزه طاقم المنبر الإعلامي الألماني : أطلقت مجموعة من شباب مدينة الناظور المغربية مبادرة إنسانية لمساعدة أطفال -احتشدوا فيها بحلم الهجرة إلى أوروبا- على العودة إلى عائلاتهم لتجنيبهم مخاطر التشرد والاستغلال. DW عربية كانت هناك لرصد أنشطة المبادرة. الشباب الأكبر سناً منا يعتدون علينا... كنت نائماً وحاول أحدهم اغتصابي" يتحدث أسامة وهو مهاجر قاصر يبلغ 15 عاما، عما عانى منه في مدينة الناظور التي تقع شمال شرق المغرب، ولا تبعد إلا عشر كيلومترات عن مدينة مليلية. "ندمت كثيرا " دفعه وضع عائلته الاجتماعي وانفصال والديه الى القدوم إلى مدينة الناظور، والمخاطرة بحياته في سبيل العبور إلى الضفة الأخرى أوروبا، التقته DW عربية فكشف أنه أراد الوصول إلى أوروبا آملا بأن عودته ناجحاً ستغير حياة عائلته. أمضى أسامة ثلاث سنوات مشردا في شوارع المدينة، وضحية للاستغلال الجسدي من طرف المهاجرين الراشدين، يتابع أسامة بنبرة حزينة "لقد ندمت كثيرا على قدومي إلى هنا". يحاول أعضاء "جمعية رامي للمبادرات الإنسانية" إقناع أسامة بأهمية العودة إلى عائلته. "يشرفني أن أقص لهم شعرهم" وتتكون الجمعية من مجموعة من شباب المدينة، أطلقوا مبادرة لإنقاذ المهاجرين الأطفال من حياة التشرد، يقول إلياس مزيان رئيس الجمعية ل DW عربية "لا نكتفي بتقديم المساعدات الغذائية والأغطية والحلاقة لهم بل نعمل بجهد على اقناعهم بأهمية عودتهم الى عائلاتهم " . حلاقة شعر الأطفال الراغبين في الهجرة دون مرافق تنقل الجمعية أسامة من ميناء بني أنصار الى محل للحلاقة، يقوم يوسف البوجدادي شاب يبلغ 21 عاما وهو حلاق متطوع في الجمعية، بقص شعر أسامة، يقول يوسف في حديثه مع DW عربية " يشرفني أن أقص لهم شعرهم و أرى الفرحة في عيونهم عندما يرتدون ملابس جديدة. " اتصال الجمعية بالعائلة تؤسس الجمعية عقب ذلك اتصالاً بوالد أسامة، وبمجرد ما يسمع الطفل صوت والده تغرورق عيناه بالدموع، يسأله والده قائلا "ألم يحن الوقت لتعود الى صوابك وترجع إلى المنزل ؟" يحاول رئيس الجمعية أن يطمئن الأب على طفله ويخبره بأنهم سيقنعونه بالعودة إليه، وسيتكلفون بجميع مصاريف تنقله، وبأنه هو الآن بحال أفضل . "نشعر أننا قمنا بشيء جميل" بعد اقتناع أسامة بأهمية عودته إلى أهله، تتكلف الجمعية بتوفير مكان اقامة له لحين سفره إلى بيت عائلته في فاس. وبهذا الخصوص يضيف يوسف البوجدادي "عندما نتمكن من إعادة طفل لعائلته، نشعر بالفرح، خاصة عندما نتوصل بمكالمة هاتفية من الأهل بأن طفلهم قد وصل بخير، نفرح كثيرا، ونشعر أننا قمنا بشيء جميل ". يقول رئيس الجمعية ل DW عربية "أحيانا نتوصل بصور لأطفال هربوا من منازلهم وقدموا الى الناظور للهجرة غير شرعية إلى أوروبا، ونقوم بالبحث عنهم، وعندما نعثر عليهم نعمل على تحسيسهم بخطورة الهجرة والمغامرة بحياتهم، ونعيدهم إلى عائلاتهم". دعم سكان المدينة للمبادرة يتجاوب سكان المدينة مع مبادرات الجمعية، يتابع إلياس مزيان في ذات الصدد "إن سكان مدينة الناظور يدعمون أي عمل إنساني ولا يترددون في التبرع سواء بالمال أو اللباس أو الأغطية، وتشجيعهم المعنوي للمشروع يشجعنا أكثر" . يعتبر مزيان أنّ من بين الصعوبات التي تواجههم رفض بعض الأطفال الاقتناع بفكرة خطورة الهجرة غير شرعية، خاصة من جاؤوا بطلب من أهلهم . أمهات يرمن العبور إلى أوروبا وحسب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الناظور، ارتفع عدد القاصرين الوافدين دون مرافق على مدينة الناظور بهدف العبور إلى أوروبا في الآونة الأخيرة، وبلغ عددهم ما بين 450 و500 قاصراً في ميناء بني أنصار بالناظور . "مبادرات في ظل غياب الحكومة" يعتبر محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان في حوار مع DW عربية "أن إشكالية هجرة القاصرين غير مصحوبين نحو أوروبا خلال السنتين الاخيرتين أضحت من الظواهر التي تؤرق المجتمع المدني في ظل ارتفاع أعدادهم وما يرتبط بهم من ظواهر اخرى كالجريمة أو تعرضهم للاعتداءات الجنسية وأشكال اخرى العنف والاستغلال والاتجار… " أطفال في الناظور دون مرافق بالغ يرومون الهجرة إلى أوروبا. ووصف رئيس مرصد الشمال "المبادرات التي تقوم بها فعاليات هناك بالشمعة التي تحترق من أجل إعادة بصيص أمل لهؤلاء الاطفال الذين رمت بهم ظروف اجتماعية واقتصادية في خندق المغامرة بحياتهم وذلك في ظل غياب للحكومة المغربية. " "تنمية المناطق التي ينحدرون منها" وكشف الناشط في حقوق الإنسان أنّ المغرب واسبانيا تجمعهما اتفاقية للتعاون في مجال الوقاية من الهجرة غير الشرعية للقاصرين غير المصحوبين منذ 1992 لكن دون وجود تعاون حقيقي للحد من الظاهرة، على حد تعبيره . ويرى محمد بن عيسى "أنّ من الضروري إجراء دراسة حول الأسباب التي تدفع هؤلاء القاصرين للهجرة و معرفة الأماكن التي ينحدرون منها، من أجل تنمية تلك المناطق وتحسيس أسرهم بخطورة الهجرة غير نظامية للقاصرين والمخاطر التي يتعرضون لها" .