في مبادرة متميزة، أقامت الجمعية المغربية ل"بياطرة الحيوانات الأليفة" بمدينة وجدة، بمناسبة أسبوعها الوطني، حملة واسعة لتعقيم القطط والكلاب عن طريق "الجراحة" للحدِّ من تكاثرها، وكذا تلقيحها للحدّ من اِنتشار الأمراض المنقولة من الحيوانات، وخاصة منها داء "السعر" أو "الجهل"، الذي ما يزال موجوداً بالمغرب. وأشرف على الحملة، التي اِستفادت منها شريحة واسعة من مربِّي القطط والكلاب، طاقمٌ متكوّنٌ من بياطرة ومتخصصين ومهتمين بمجال "الرفق بالحيوان"، بمشاركةٍ فعّالة لناشطة جمعوية ومدنية من حاضرة الناظور، بحيث بادرت إلى نقل قططٍ إلى وجدة، بغية الاِستفادة من خدمات الحملة البيطرية. وهدفت الحملة، التي ترأستها الطبيبة البيطرية "مريم تهامي"، إلى التعريفِ بعملية تعقيم وتلقيح الحيوانات الأليفة، وتوعية المواطنين من جهة، وتحسيس المصالح المعنية من جهة أخرى، بأهمية الحلول البيطرية البديلة، في الحد من تكاثر القطط والكلاب، بَدل اللّجوء إلى تقتيلها بطريقة وحشية، كالتي تنهجها مصالح البلدية. وتميَّزت الحملة بكونها أتاحت للمستفيدين من خدماتها البيطرية، الفرصة لتعقيم أو تلقيح قطٍّ أو كلبٍ ثانٍ بالمجّان لكل مستفيد، بعد دفع وجيبةٍ مالية رمزية كمقابل عن إخضاع الكلب أو القطّ الأوَّل لنفس العملية، ممّا خوَّل للعديدين اِستقدام الكائنات غير المُحتضنة والسائبة بالشوارع من هذا الصِّنف. ويُذكر أنَّ الفاعلة الجمعوية التي تكبدت عناء تنقيل القطط إلى وجدة، بُغية تأثيث مشهد الحملة البيطرية، تعتزم في غضون الأيَّام اللاَّحقة، تأسيس جمعية تهتم بالحيوانات وتُدافع عن حقوقها الطبيعية والقانونية، خصوصا وأنّها راكمت تجربة واسعة تمتد على مدى سنوات في هذا المِضمار. كما يُعْرَفُ عن الجمعوية المعنية، حبّها الشديد لهذه المخلوقات الوديعة واِنبراؤُها للدفاع عن حمايتها والدعوة إلى الرِّفق بها، من خلال حملات التحسيس والتوعية، مَا سيملأُ فراغاً مهولاً تعانيه مدينة الناظور وبلداتها المجاورة في هذا الميدان، فضلاً عن عملها على إشاعة هذه "الثقافة" النبيلة المُفتقدة بالمنطقة.