احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بوجدة، يومي 07 و08 ماي، ندوة دولية في موضوع "الدراسات اللسانية والأدبية الأمازيغية: أي اتجاهات خلال العقدين الأخيرين؟". الندوة التي نظمها مختبر البحث في التراث الثقافي والتنمية بتنسيق مع شعبة الدراسات الأمازيغية بالمؤسسة نفسها، أهديت أشغالها إلى روح علامة الريف وأيقونة البحث اللساني الأمازيغي، سليل آيث سيدال الجبل، المرحوم قاضي قدور. هذا اللقاء العلمي عرف تقديم شهادات في حق الراحل، بسطها عدد من زملائه، الذين أجمعوا على مزايا الفقيد الإنسانية، وخصاله البحثية، كما شكل اللقاء فرصة لتعريف الطلبة والباحثين الشباب بأعمال المرحوم، وإطلاعهم على مساهماته العلمية المتميزة التي أغنى بها الخزانة الأمازيغية، في مجال تخصصه اللسانيات، حيث شهد الرجل نبوغا استثنائيا، فضلا عن كتاباته الرائدة في موضوع السؤال اللغوي والثقافي بالمغرب، وهي الكتابات التي اتصفت، وفق ما جاء في شهادات المتدخلين، بصفات الحصافة والرصانة والعقلانية. الندوة المذكورة عرفت تنظيم خمس جلسات علمية، شارك فيها، عرضا ومناقشة وتسييرا، ثلة من الباحثين المتخصصين في ميداني؛ الأدب واللسانيات الأمازيغية، وفي ميادين قريبة وموازية، وهذه الأسماء هي: بنيونس بنقدور، وميلود الطايفي، وعبد العالي سبيعة، ومصطفى العادك، وفاليريا أركيولاس، ووفاء الطنجي، وأحمد أوجاك، وبلقاسم الجطاري، وعبد السلام خلفي، وعبد الله بوغوتة، وقيس مرزوق الورياشي، وبشرى البركاني، ومحمد أزوكاغ، ويحيى عمارة، ومولاي هاشم الجرموني، وجمال أبرنوص، واليماني قسوح، ونوال الدراز، ومحيي الدين بلخضر، وجمال الدين السراج، وحسن احساين، ومحمد الهاطي، وفريد أمعضشو، وأمينة قايدي، وهشام مختاري، وعبد الواحد حنو. هذا، وقد عرفت الندوة نقاشا مثمرا ومتميزا، أثراه الحضور الكثيف والنوعي للطلبة والأساتذة والباحثين الذين لم يترددوا في إثارة تساؤلات وتعاليق واستيضحات وإضافات. كما جسد هذا اللقاء العلمي فضاء تجريبيا لمشروع "ترصيد الآليات الكفيلة بتقييم المنجز البحثي في حقل الأمازيغية"، الذي يفترض تتويج أعماله، وفق ما ورد في إحدى المداخلات، بتنظيم هذا الملتقى العلمي على نحو دوري، وهو المشروع الذي من شأنه، حسب المداخلة نفسها، توضيح الفراغات البحثية، وتوجيه الباحثين (أفرادا ومؤسسات) صوب المجالات القليلة التراكم والضعيفة الجاذبية.