إن المتأمل لما وصلت إليه أخلاقنا ومعاملاتنا، يصل إلى نتيجة مؤسفة تتلخص ببساطة في كوننا قد تجردنا نهائيا من كل خلق كريم، ومن كل فضيلة ومكرمة، وأننا قد تحولنا بين عشية وضحاها إلى أمّة متوحشة وقاسية وعنيفة تغيب عن قاموسها كل معاني الرأفة والرحمة والانسانية التي دعا إليها ديننا الحنيف. والواقع المر الذي يعيشه مجتمعنا المغربي، وأفضل مثال على هذا التناقض الصارخ في المبادئ وغياب القيم واختلال الموازين واختلاط المعايير، بل وانقلابها على عقبيها فقد علمنا بالخبر اليقين والصورة الحية من مصادرنا بمدينة بني انصار المغلوبة على أمرها بخبر تتقطع له الأفئدة وتحترق له القلوب وتتأسف له الضمائر الحية. ويتعلق الأمر بمنظر المتشردين وهم يقتاتون من بقايا المزبلة وقاذوراتها ونفاياتها الموجودة مباشرة أمام مقر الباشوية، وفي الطريق الرئيسة التي يمر بها يوميا ذهابا وإيابا مسؤولي السلطة في هذه المدينة ومنتخبيها، وكأن المسألة عادية بالنسبة إليهم.