لقد حللْنا كلَّ مشاكِلِنا، وانتشر العدْلُ والإنصافُ والكرامة والحرية، ولم يعد بيننا فقيرٌ ولا مظلومٌ ولا جاهلُ ولا مجرمٌ ولا ذو حاجة... كلُّ شيء بخيرٍ، والناسُ كأنهم ملائكةٌ يخْطرون في الجنة، حتى أننا لا نجد فرقاً بين أحدٍ! الصحة تاج فوق رؤوس الجميع. وفي داخل هذه الرؤوس كنوزٌ من العلم والمعرفة. والكنوزُ مشاعة بين الأُسَر والبيوتات. والبيوتات كلها آمنة من خوف وجوع... لكن، ما لهذا القرآن يدعو إلى التفرقة بين الذكر والأنثى، ولا يجعلهما متساوييْن في الميراث، كيف يأذنُ الله للذَّكر أن يكون له مثل حظ أنثيين...؟! لا.. هذا ظلم، ونحنُ لا نحبُّ الظلم، ولن نقبل بهذا أبداً، ولنجعلْ للأنثى مثل حظِّ الذكر، وربما سنجعل لها مثل حظ ذكريْنِ، فالمرأة هي الدنيا كما قال "نزار قباني"! والمرأة عندنا معززة، مكرمة، مصونة في كل قرية ومدينة، ولا تعرف الشقاء ولا الضنك، ولا يوجد عندنا عاملاتٌ، وخادمات، واللائي طلَّقهن أزواجهن وحرَموهن من حقوقهن، بمجرد ما يلتجئن إلى القضاء ينصفهن القضاء في أقرب أجلٍ... واللواتي يعملن في الشركات والمصانع والمعامل يتمتعن بكل حقوقهن دون أن يهدرن كرامتهن، أو يساومهن الأربابُ في العرض والشرف... وليس لدينا نساءٌ يسافرن إلى دول خليجية أو غربية، فيمتهنَّ البغاء، كي يُعِلْنَ أنفسهن وعائلاتهن الفقيرة. وما لي أتحدث عن النساء فقط، فالرجال أيضاً كلهم قوامون على النساء وعلى الحياة كلها، يعيشون في رخاء وهناء، لا يكدُّ أحدٌ منهم ولا يشقى، والأموال تجري في أيدي الجميع كالأنهار، وبما أنها تفيضُ عنهم فلا ينبغي أن يستحوذوا عليها كلَّها، ويجب أن يقسموها بالنِّصْفِ مع القوارير. إنَّ المساواة متجلِّيَةٌ في كل مظاهر حياتِنا، والعدل أساسُ مُلْكِنا واجتماعنا واقتصادنا وتعليمنا وصحتنا وثروات أرضنا وبحْرِنا، ولم يبق إلا الإرثُ الذي لا تظهرُ فيه المساواة بين الرجال والنساء، ولذا يجبُ أن نبدِّلَ آيات الله بآيات عباد الله، فهؤلاء العباد صاروا ملائكةً، بل هم خيرٌ من الملائكة؛ لأن الملائكة درجات بعضهم فوق بعض، ونحن لا درجات ولا تفاوت ولا فرق بين الذكور والإناث!