بعدما حوَّل المتشردون والمنحرفون، مَخْدَعاً خاصاً يحوي مُوَّلِداً لتوزيع الكهرباء، إلى مكانٍ لقضاء الحاجة البيولوجية خلال فترات الليل والنهار، لجأت إدارة أحد الفنادق المصنّفة، إلى خطّة ذكية سَعَت إلى اِستعادة رونق محيط المخدع الكهربائي، الكائن وسط حديقة على مستوى شارع "طنجة" بمدينة الناظور. وقد وضع الفندق، في متناول الفنان التشكيلي عبد العالي الرحماني، كل مستلزمات وأدوات الصباغة المائية، ليقوم الأخير برسم عددٍ من الجداريات الفنية الرائعة على الواجهة الخارجية للمخدع الكهربائي، محولاً بذلك جدرانه الأربعة المُهملة، إلى تحفة فنية في غاية الروعة. وأضْفَتْ الرسومات الجدارية التي تحمل توقيع الفنان الموسيقي والتشكيلي الرحماني، جمالية مُبهرة وسحراً خاصا على المكان، بعدما كانت طوال سنوات تعرف انتشار القمامة والفضلات بكثرة بين جنباته، متسببةً في اِنبعاث رائحة مزكمة للأنوف تُنفِّر المارة والراجلين. وأوضح الرحماني، أن فكرة الجداريات تمحورت أساسا حول فصل الربيع، مما منحت الفضاء منظراً مميَّزاً، داعياً في الوقت نفسه، كافة المؤسسات والجمعيات، إلى تعميم التجربة المتفردة، بهدف الحفاظ على البيئة، سيما وأن المبادرة تستلزم فقط تكاليف بسيطة، ومزاياها عديدة.