تعني كلمة بلاستيكوس الاغريقية : الصنعة و الحذق و الاتقان و القدرة الهائلة على تحويل المواد الى اشكال . و الفن باعتباره ابداعا ، أي خلقا على مثال غير سابق ، لم يعد ينظر إليه بهذا المعنى التقني إلا بعدما استقل بذاته و لم يعد دلك الشيء المضاف الى النفعي كما أشار الى دلك هيجل . و من هدا المنطلق ، يكون هدف الفنان هو تحقيق الاشباع الجمالي من خلال عمله الفني . الاشباع الجمالي و تعزيز المشهد التشكيلي و نشر الثقافة الفنية هو الهدف الرئيسي للفنانة رابحة الكرنوي ، التي تعرض لوحاتها التشكيلية بقاعة المعارض التابعة لدار الثقافة بأزيلال مند 18 دجنبر الحالي و الى غاية الثلاثين منه . فبعد مريم الطاوسي و مصطفى الدين و غيرهم ، هاهي أصابع الكرنوي ، تستعبد الاشياء ، و تحولها الى سيل من الاشكال و الالوان و الوضعيات ، يحاول كل واحد من زوار المعرض أن يفك سر ألغازها . تجعل الفنانة من لوحاتها بالسيراميك مهمازا للبوح ، و قاعدة لتصريف رؤيتها المخصوصة . لقد استثمرت فيها كل الاشياء التي تبدو غير ذي جدوى في عيون الشخص العادي ( قشور بيض ، ورق مستعمل ، بقايا خزف مكسر ...). إنها لوحات تجعلنا نطل على موهبة فنية مبنية على تقنية الروسيكلاج التي تفكر كيف تحول عناصر هدا المظهر او داك الى علاقات لونية و شكلية تحيي اشياء تأبى الفنانة ان تجعلها بسلة المهملات ، لتصنع منها تحفا انطلاقا من علاقتها العفوية باللمسة المتحررة . لهدا ، يجد المتمعن الحصيف في لوحات الفنانة رابحة ، تعبيرا أيقونيا يفصح عن خلجاتها و لواعجها بسحر تشكيلي متعدد الرؤى و التقنيات ( كولاج ، عجن ، حفر على القماش ...) مما تستدعيه من دقة و صبر كبير في الاشتغال . فبالرغم من بساطة الاشياء التي تستخدمها رابحة الكرنوي ، لظروف مادية او اخرى ، إلا أنها تتوفق في عملية المعالجة و ابراز العمل الفني الذي يحوي رونقا و بداعة " منبثقة من خوالجها و هواجسها النفسية" كما تقول . تبقى معروضات رابحة إذن ، أعمالا تزرع الحياة في موادها ، و تقود الى انتاج صادق ، متناسق و مميز ، يضفي قيمة جمالية على عملها الفني ، من خلال الوان ساخنة تستمد مقوماتها الجمالية من الاسود و الاحمر و خصوصا الاصفر و مشتقاته ، فربحت من خلال دلك رابحة حب و إعجاب الكثير من الزوار بمنتوجاتها الفنية .