ظاهرة مشينة للغاية وغير مبرّرة، تلك التي اِنتشرت خلال العقود الأخيرة بأرجاء مدينة الناظور على أيدي باعة الخضروات المتجولين أصحاب العربات المجرورة بواسطة الدوّاب. وتتمثل الظاهرة المستقبحة في تَعمُّد بائعي الخضر ترك دوّابهم المستعملة في جرِّ عرباتهم تُلقي برَوْثِهَا وسط الشوارع العامة، في تجاهلٍ تام ولامبالاة بهذا السلوك المشين وما يترتب عنه من كون ذلك يُعدّ مصدرا آخر لانبعاث الوساخة. ويثير وجود فضلات الدواب بالقرب من منازل المواطنين وبأزقة وممرات الأحياء السكنية وكذلك وسط الشوارع الكبرى، استياءً وتذمراً عارمين في أوساط الساكنة التي تعاني من هذا الأمر في صمت نتيجة القذارة المتسببة في انتشار الروائح الكريهة. متحدثون متذمرون تساءَلوا خلال حديثهم مع "ناظورسيتي"، عمّا إذا كان صعباً على صاحب العربة المجرورة، اللجوء إلى وضع ما يمنع مخلفات الدابة، كتثبيت كيسٍ اِحترازي مثلاً مخصصٌ لهذا الغرض مثلما فرضت إسبانيا على مربيّ القطط والكلاب؟ واعتبر المصرحون، أن مثل هذه السلوكيات القبيحة تزكي الاعتقاد بأن حاضرة الناظور يصدق عليها وصف جماعة قروية، إذْ لم ترتقِ بعد، إلى ما هو مدني بالمعنى الحديث لمفهوم المدينة. ودعا المتحدثون، مصالح البلدية، إلى القيام بإجراءٍ صارم من شأنه الحدّ من الظاهرة غير المتطرق إليها قبلاً، من ذلك تغريم كل من جرى ضبطه متلبساً بعدم إلباس دابته الكيس الاحترازي الخاص بإلقاء الفضلات.