أضحى تواجد العربات المجرورة «الكراول» على مستوى الطريق المؤدية لمقبرة ومشروع «الرحمة» أمرا عاديا، رغم خطورة الموقف والمشاكل المترتبة عن هذه الظاهرة التي استفحلت بشكل كبير بالمنطقة، ورغم الحملات التي باشرتها المصالح الأمنية والسلطات المحلية مؤخرا، عادت «الكراول» لسابق نشاطها وبأعداد متزايدة «متسببة في عرقلة حقيقية لحركة السير، حسب بعض مستعملي هذه الطريق، في إصرار على عدم الامتثال للقواعد القانونية التي تستوجب عدم تواجد هذه العربات بالوسط الحضري، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تحولها إلى وسيلة نقل تنافسية لاتخلو من أخطار في ظل غياب أدنى ضمانات شروط السلامة». وتضيف بعض الشهادات أن بعض الشبان / اليافعين الذين «يقودون» الكراول ، «يتعمدون السير وسط الطريق العام في مشهد يحولون خلاله الشارع إلى حلبة للسباق ، مع استعراض عضلاتهم بين الفينة والاخرى في وجه كل من احتج على تواجدهم من المواطنين المتضررين، حيث يصل الأمرأحيانا إلى حد الاعتداء الجسدي!». وقد تحدثت بعض المصادر المطلعة عن الصعوبة التي تواجهها الجهات المعنية «في حجز العربات المجرورة بالنظر لطبيعتها التقليدية»! وللتذكير، فإن هذه «الظاهرة»، يستغلها البعض على حساب سلامة وأمن المواطنين، حيث نجد شخصا واحدا يملك أكثر من كرويلة واحدة، وهو وضع يشكل حجرعثرة في وجه التنمية المجالية لبعض الأحياء بالمنطقة، إذ لا تكاد تنتهي المشاكل المترتبة عن تواجد هذه العربات المجرورة بالشوارع عند كل فترة مسائية، حتى تبدأ معاناة الساكنة مع أفواج من العربات والبغال المركونة بالازقة في وضع مخل بنظام التهيئة العمرانية، زيادة على المخلفات من روث البهائم التي تتركها الدواب المستعملة في جر هذه الكراويل كل صباح ، مما يسيء لجمالية المكان والبيئة بصفة عامة. هذا المشكل تعيشه ، مثلا ، زنقة «سيدي الخدير» وإن اختلفت الظروف، ف «الكراول» تحتل الشارع العام حتى أضحت امكانية الحصول على مكان لتوقف الحافلات أو سيارات الاجرة أمرا صعبا لا يمر دون الدخول في شجار مع أصحاب هذه العربات . وضع دفع بالعديد من المواطنين / المتضررين سواء بطريق الرحمة أو زنقة سيدي الخدير إلى التساؤل: «متى سنقطع الصلة بمظاهر الترييف التي لاتزال تعيش بين ظهرانينا؟»