أغلقت السلطات المغربية، منذ الصباح الباكر، بوابة المعبر الحدودي ببني أنصار في وجه ممتهني التهريب المعيشي بمليلية، ومنع رجال الشرطة ألاف المواطنين من دخول الثغر المحتل لممارسة أنشطتهم اليومية. جريدة "إلفارو دي مليلية"، قالت نقلا عن مسؤول من الشرطة الإسبانية، أن الإغلاق الذي شهدته مدينة مليلية صباح اليوم الثلاثاء، نفذته السلطات المغربية بإقليم الناظور، دون أي تنسيق مع نظيرتها الإسبانية، وذلك نتيجة للاكتظاظ الذي عرفته هذه النقطة الحدودية إثر تجمع مئات السيارات و ألاف الأشخاص. وذكرت نفس الصحيفة، ان نقابة الشرطة بمليلية، أشادت بقرار السلطات المغربية، ونوهت بإغلاق هذه الأخيرة لبوابة الحدود ببني أنصار، حيث جنب هذا الإجراء حدوث أي ضغط على الجانب الإسباني الذي يعاني يوميا من التكتل الضخم للسيارات. وقالت النقابة ان ''الاغلاق ضروري للسيطرة على هذا الازدحام، خصوصا في بني انصار وفرخانة‘‘، مشيرة إلى وجود حالة تأهب بالمنطقة بسبب التهديدات الارهابية، ''ولأن هذه الحدود تعتبر من أكثر المناطق ازدحاما على مستوى المعابر الحدودية لمختلف دول العالم، فمن الضروري الحفاظ عليها وضمان الأمن بداخلها‘‘. ومن جهة ثانية، نددت جمعية "اكسميل" للتجار بمليلية، بهذا الإغلاق، و قالت إن الوضع يسوء كل يوم بسبب شل حركية الحدود، وطالبت بإيجاد حلول ناجعة لضمان وصول الناس إلى جيب مليلية في جو آمن و يرضي جميع الأطراف. وأصر مسؤول الجمعية، أن الازدحام الذي تعرفه مناطق الحدود مع مليلية، هو نتاج تدبير زمني فاشل، نظرا للجدولة التي فرضت على ممتهني التهريب المعيشي من لدن السلطات الإسبانية، وقال في هذا الصدد ''إن الإجراءات التي اتخذت ليست مناسبة وأن إغلاق الحدود في وجه المواطنين يهدد مئات العائلات بالتشرد‘‘. وأضاف ''التجار هم أول المعنيين من هذا الوضع، لأن 90 بالمئة يرعون أطفالاً‘‘. إلى ذلك، عاد ممثلو جمعية "اكسميل"، صباح أمس إلى مقر الحكومة المحلية، لتسجيل احتجاجهم، وطالبوا مجددا بعقد إجتماع مع مندوب الحكومة عبد المالك البركاني الذي رفض مرة ثانية هذا اللقاء لأسباب لم يكشف عنها. ولوح تجار بمدينة مليلية، باتخاذ مجموعة من الخطوات غير المسبوقة في حالة استمرار الوضع على حاله، مؤكدين أنهم سيصعدون احتجاجهم إلى درجة منع الأسماك و العمال المنزليين من دخول الثغر المحتل.