اليوم كان من المفترض أن يكون يوم عيد... أن يكون يوم فرحة... فرحة العيد بعد إنتهاء رمضان... فرحة بعد شهر من الامتناع عن شهوتي البطن والفرج والإسراف في الإعتقالات من طلوع الفرج لغروب الشمس... ولكن... ولكن أهل الحكم ارادوه يوم حزن... لن يتحن الصغار ويلبسوا جديد الثياب... لن نأكل الكسكس في المساجد.. ولن نطوف عبر المنازل للمعايدة... لا شيء من هذا سيحدث اليوم... كل منا سيدخل زنزانته ويعتقل ذاته داخل ذاته... إنتهى رمضان بكل ما حمله من مآسي واعتقالات... ولم تنته المآسي والاعتقالات... اختلطت الابتهالات بالطنطنات والتراويح بالمسيرات... ومع كل ركعة سلخة وبعد كل سجدة خطفة... حتى الموت وفي تواطئ مريب مع الوضع خطف والد المرتضى، والمرتضى خلف القضبان ارتضى بالهم والهم ما ارتضى... وجاء البحر ليكمل الباهية حين زعم وأكل الشاب أيمن وحيد أمه... أي مكتوب هذا!! أي بلاء هذا!!! أية قسوة هاته!!! الحكاية في الأصل كانت بسيطة... شباب طلبوا حقوقا مشروعة حتى أن الدولة اعترفت وقالت محلولة... لكن عوض حلها حلت أبواب الزنازين المقفولة... وتعقد ما كان في الأصل بساطة... وكبر العناد في غيبة الحياد وتقوى العصى نع تغييب التعقل... فحضر التنطع خلال الشهر الفضيل وغاب كل ذي قلب فضيل... والنتيجة معتقلون رفعوا مطالب بسيطة ليجدوا أنفسهم في وضعية غير بسيطة... وضعية معقدة... والعقدة تمططت وتعقدت حين تعدت حدود الوطن... وكأن القائمون عن الوطن نسوا ان للوطن أبناء خارج الوطن قد يربكوا كل الحسابات... وها هم يسيرون في مسيرات حاشدة عبر العالم حتى أصبح الريف غني عن كل تعريف فيما أوراق الوطن تتساقط كما أوراق الخريف... فرجاء افتحوا الزنازن... اطلقوا شباب الحرية... فبدونهم لن تكون للمنارة إنارة ماداموا هم الإنارة... وعيدكم غير سعيد