عقد وفد وزاري رفيع المستوى، بمقر عمالة إقيم الحسيمة عشية أمس الاثنين 22 ماي الجاري، لقاءً تواصليا مع مختلف الفعاليات السياسية والمدنية والجمعوية بالإقليم، وذلك من أجل تقديم الخطوط العريضة للمشروع الملكي الحسيمة منارة المتوسط. وضمّ الوفد الذي تقدمه وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، كل من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية عزيز أخنوش، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء عبد القادر اعمارة، بالإضافة إلى محمد حصاد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الحسين الوردي وزير الصحة، ووزير الاتصال والثقافة محمد الأعرج وكذا شرفات أفيلال كاتبة الدولة المكلفة بالماء، وعلي الفاسي الفهري المدير العام لمكتب الكهرباء و الماء الصالح للشرب، نهيك عن الكاتب العام لوزارة الشباب والرياضة، والكاتب العام لوزارة التعمير وإعداد التراب الوطني والإسكان وسياسة المدينة. وكان لافتا خلال اللقاء التواصلي، حضور رئيس مجلس مدينة الحسيمة ورئيس مجلس إقليمالحسيمة ورئيس مجلس جهة الشرق بالنيابة، إضافة إلى حضور جل رؤساء جماعات الإقليم وعدد من منتخبيها وفعاليات المجتمع المدني، كما كان لافتا حضور ناشطين في حراك الحسيمة إضافة إلى مختلف رجالات السلطة بالإقليم من رؤساء دوائر وقياد وباشوات إضافة إلى عبد السلام الحتاش رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة، نهيك عن رؤساء المصالح الخارجية بالإقليم. وافتتح اللقاء بكلمة تقديمية لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت الذي أكد أن هذه الزيارة جاءت بناء على تعليمات سامية من الملك محمد السادس، وتعكس التفاعل الإيجابي للدولة مع حاجيات السكان ومطالبهم، مشيراً إلى أن الحكومة تتجه صوب تنفيذ المشاريع التنموية التي سبق الإعلان عنها في إطار مخطط المشروع الملكي الحسيمة منارة المتوسط، والذي أطلقه الملك عام 2015 ويمتد إلى سنة 2019 بقيمة مالية بلغت 6.5 مليارات درهم، ولم يفوت وزير الداخلية الفرصة حيث نفى جملة وتفصيلا وجود ظهير العسكرة بالإقليم باعتبار أنه تم إصدار ظهير أخر منسوخ يلغي ما سبق من ظهائر تشريعية وتنظيمية. وتناول الكلمة بعده والي جهة طنجةتطوانالحسيمة محمد اليعقوبي، الذي قدم من خلالها وبإسهاب الخطوط العريضة والمحاور الكبرى لبرنامج التنمية المجالية لإقليمالحسيمة "منارة المتوسط"، حيث استعرض مجمل محاور هذا البرنامج ومشاريعه والميزانية المرصودة لها، مشيرا لمشاريع جديدة سيعرفها إقليمالحسيمة وتندرج في إطار برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية. وأعقب عرض والي الجهة، كلمة لمحمد حصاد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي تطرق فيها إلى موضوع مباراة التعليم التي ستعلن عنها الوزارة لاحقاً، حيث أكد في هذا الشأن أن إقليمالحسيمة سَتُخصّص له أزيد من 500 منصب على أن تكون المباراة إقليمية كما هو الشأن بباقي المدن المغربية، مع توحيد موعد اجتيازها، كما أكد حصاد على أن الوزارة عازمة على بناء كلية متعددة التخصصات بإقليمالحسيمة ابتداء من السنة المقبلة، وربط ذلك بشرط توفر الوعاء العقاري. من جهة أخرى، قال وزير النقل واللوجستيك والماء عبد القادر اعمارة، أنه قام بزيارة مجموعة من المشاريع التّي تدخل في هذا القطاع منها الطريق السريع "الحسيمة - تازة" ومجموعة من المحاور الطرقية الرابطة بين الحسيمة وتارجيست، مُشيراً إلى أن نسبة انجاز الأشغال بالطريق السريع تازةالحسيمة تجاوزت 70 بالمائة، وأن هذا الطريق سيتعزز ببناء جسر على طول 222 متر في منعرجات بوعلمة، وأكد على أن الأشغال ستنتهي خلال سنة 2019. وضمن أشغال ذات اللقاء الأول من نوعه خصص عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري جانبا من كلمته للحديث عن مشاكل ميناء الحسيمة، مؤكداً على أن الوزارة شرعت في تعويض الصيادين عن الأضرار التي يتسبب فيها سمك "النيكرو"، مُشيراً في الوقت نفسه إلى أن وضعية الميناء تحسنت خلال الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ، وأضاف أخنوش أن على مستوى إقليمالحسيمة تمت إضافة ما مجموعه 12 ألف هكتار لغرس الأشجار نهيك عن تأكيده عزم الوزارة على إعداد سياسة مساعدة الفلاحين الصغار عبر دعمهم في غرس وزراعة أراضيهم بما هو مناسب. وعن قطاع الصحة تحدث الوزير الحسين الوردي، عن المشاريع التي شرعت الوزارة في تنفيذها بالإقليم، على رأسها تأهيل المستشفى الإقليمي محمد الخامس وتزويده بقسم المواليد الجدد، وتجهيز مركز علاج السرطان بتكلفة 15 مليون درهم، مُشيراً في هذا الصدد إلى أن جميع التجهيزات اللازمة تم اقتناءها، في أفق بدء العمل بها، كما أشار إلى أن الإقليم سيتعزز ببناء 6 مراكز صحية، نهيك عن المستشفى الإقليمي الجديد الذي انطلقت أشغال إنجازه بتراب جماعة آيت يوسف وعلي، وتصل سعته ل 250 سرير بغلاف مالي يقدر ب 374 مليون درهم. من جهته، شدّد وزير الثقافة والإتصال محمد الأعرج في كلمته على وطنية أبناء إقليمالحسيمة، قبل أن يتطرق إلى المشاريع التي سَتُنجزها وزارته بالإقليم، وعلى رأسها معهد للمسرح ومعهد موسيقي بمعايير دولية، ودار للثقافة بإمزورن، في أفق إنجاز دور للثقافة ومكتبات بكل الجماعات بشراكة مع مجالس هذه الأخيرة. وخلال اللقاء تم فتح الباب للاستماع إلى مداخلات عدد من الفعاليات السياسية والمدنية والجمعوية، انقسمت بين تثمين الخطوة الحكومية في أفق الإستجابة لمطالب الساكنة، وبين التنديد بالتأخر في تنفيذ البرامج الحكومية المعلن عنها، إضافة إلى الترحيب بالجهود الملكية وبزيارة قريبة يقوم بها الملك محمد السادس إلى الحسيمة.