إن السعي الدائم لأجل الحد من ظاهرة الجريمة المنضمة، والفساد بكل تلاوينه، والرشوة التي نخرت الإدارة المغربية، وحتى الساهرة على حماية المواطنين يعد من الواجبات الأساسية التي تقع على عاتق المجتمع، كما أن هذا الكفاح ضد تلك الظواهر يكون بوسائل مختلفة تمتلكها الدولة خصوصا مواردها البشرية القادرة على تحمل المسؤولية، سواء قبل أو بعد وقوعها مدينة الناظور ..أسلوب خاص في التعامل مدينة الناظور تعد من المدن المغربية التي يتم التعامل معها من الناحية الأمنية بوسائل خاصة منذ عقود من قبل جهات عليا، ولازالت تلك الجهات تحاول الحفاظ على تلك المعاملة لأسباب معروفة لدى العارفين بأمور المدينة، وذلك من خلال استقراء بعض التعيينات التي مست الجهاز الأمني بالمنطقة في العقود الأخيرة، فتلك التعيينات تشير على أن مدينة الناظور لازال ينظر إليها من نافذة خاصة، فجل الرؤساء الذين نجحت وفشلت في تعيينهم على رأس المنطقة الأمنية لمدينة الناظور كانت مهامهم محددة في محاربة الترويج الدولي للمخدرات لا غير، في حين تم تغييب الدور الحقيقي لإدارة المنطقة الأمنية التي أحدثت لخدمة المواطنين والحفاظ على أمنهم تقادم أساليب محاربة الجريمة بالناظور إن تعيين أحمد الراجي كرئيس المنطقة الأمنية للناظور، الرئيس السابق للشرطة القضائية بمدينة أكادير والذي يملك خبرة في مجال مكافحة المخدرات من قبل المديرية العامة للأمن الوطني، مؤشر واضح ودليل على أن المديرية لا زالت تنظر الى مدينة الناظور على أنها تلك المدينة التي تتصدر قائمة المبحوثين والمتورطين في الاتجار في المخدرات، وان الجريمة بالناظور تنحصر فقط في المخدرات وما يحيط بها من جرائم لصيقة، فيما أن الواقع طبعا كما نلمسه نحن والذي سيعيشه السيد أحمد الراجي مخالف تماما لتك النظرة أن كانت قائمة في نظر المسؤولين بالرباط، لان مدينة الناظور أصبحت الآن من المدن التي ارتفعت فيها معدل الجريمة الى أقصى حد بمختلف أنواعها، منها القتل، انتشار العصابات الإجرامية، السرقة الموصوفة، في واضحة النهار، انتشار عصابات متخصصة في بيع المخدرات الصلبة، بيع الخمور في كل زقاق وشارع، وغيرها من الجرائم التي أصبح تهدد امن المواطنين بالناظور أكثر من خلايا الترويج الدولي للمخدرات التي ظل الأمن بحاربها دون إعطاء مكانة تعلوا تلك الأخيرة لحماية المواطنين الذين اختار بعضهم الفرار منها الى مدن أخرى أكثر أمنا، بعد أن نفذ صبرهم وضاقت بهم المدينة وجرائمها تحمل المسؤولية وأخذ العبرة إن ما وقع في مدينة الحسيمة درس وعبرة لمن لا زال متأخرا وثقيلا في التفكير، او لم يستوعب بعد التغيير الذي يريد القصر إلحاقه بمنطقة الريف عموما، خصوصا بعد أن اكتشف في الواقع، بأن أهل المنطقة هم من بادروا الى حمل مشعل التغيير، وان إدارات الدولة عبر مصالحها هي التي تقوم وفي كل مرة برمي الماء على الشعلة قصد إطفاءها من قبل مسؤولين رفيعي المستوى تبين أخيرا في الحسيمة أنهم متورطين في عملية إفساد الإدارة وعرقلة سيرها وإغلاقها في وجه المواطنين قصد قضاء مصالحهم الخاصة وجني المال بطرق غير قانونية في غياب تام للحس الوطني في نفوس هؤلاء ومن بينهم مع الأسف مسؤولين في الأمن الذين وضعت في الدولة الثقة لحماية المواطنين في حين هم من كانوا يلحقون الضرر بهم، لذا وجب على مسؤولينا في الناظور تبيان ذلك الوجه الحقيقي لهذا الجهاز والسير في السكة التي خطاها ملك البلاد من اجل التغيير إن كانت لهم نية في ذلك، فإذا كان العكس فما علينا إلا أن ننتظر دور الناظور بعد الحسيمة أمل المواطنين في الحماية .. وعمل شاق ينتظر المسؤول الأول على المنطقة الأمنية بالناظور وجب التذكير بأن مدينة الناظور أصبحت الملاذ المفضل لعدد من المجرمين الفاريين من العدالة الوافدين من مدن مغربية مختلفة، فقد سبق لعدد من رجال الأمن صدفة أن القوا القبض على مجرمين فارين من العدالة بشوارع الناظور متورطين في جرائم القتل، إضافة الى انتشار السرقة الموصوفة، والنصابين الذي يتجولون في مدينة الناظور بدون رادع، وكذلك المتشردين الذي ملئوا جنبات المدينة دون إيجاد حل آني لهؤلاء رغم أن هناك قوانين ودوريات تجبر الأمن على إبعادهم ووضعهم في أماكن خاصة، والغريب في الأمر أيضا تغييب مصلحة محاربة المتسولين والتعمد في امتهان التسول، فمدينة الناظور ضاقت ذرعا من ذلك العدد الهائل من المتسولين في ضل سكوت غير مفهوم من قبل مصالح الأمن التي ضلت في موقف المتفرج، المواطنين والجالية المغربية خصوصا في فصل لم تعد تتحمل تلك المضايقات التي تتعرض لها من قبل المتسولين في الشوارع في الختام الناظور مدينة صغيرة، لكن بجرائمها وأحداثها، ومواطنيها الذين يحسون بالحكرة في هذا المجال، تعد مدينة كبيرة، والوطن في الأعوام الأخيرة أصبح متعطشا لأناس قادرين على تحمل المسؤولين، ورد الاعتبار لهبة المجتمع السليم، والذي اثبت التاريخ منذ القدم على انه مجتمع ظل يبحث عن الحماية والطمأنينة وعيش كريم، فهل سيكون التغيير الجديد الذي مس المنطقة الأمنية صحيحا ويلبي حاجيات المواطنين وخدمتهم صور مراد ميموني