أجمع جل المتدخلين في ملتقى "الجهة الشرقية ومغاربة العالم" المنظم من طرف وكالة تنمية الأقاليم الشرقية، و الذي تحتضن مدينة دوزلدورف الألمانية، على أن إقليمي الدريوش والناظور لهما الأولوية من أجل التعاون والعمل مع الألمان، بكون أن ما يناهز 80 في المائة من المغاربة المقيمين بدوزلدورف ينتمون إلى هذين الإقليمين الموجودين في الجهة الشرقية. اللقاء الذي إفتتحه عمدة دوزلدورف بالتنويه بالجالية المغربية الموجودة بالمنطقة، مؤكدا على أنهم نموذج للإندماج والتعايش، وكذلك التشبث بأرضهم وثقافتهم الأصلية، ولم يفوت الفرصة دون الحديث عن بعض المشاكل التي حدثت من طرف بعض المهاجرين غير الشريعيين، لكن في نفس الوقت نوه بالدور الذي لعبته الجمعيات المغربية وأفراد الجالية القدامى، حيث ساهموا بشكل ملموس في تجاوز هذه الإشكاليات. فيما أكد السفير المملكة المغربية بألمانيا عمر زنيبر على أن إختيار مدينة دوسلدورف، أتى لعدة إعتبارات أهمها أنها تحتضن جالية مغربية كبيرة خصوصا القادمة من الجهة الشرقية، مضيفا أنها فرصة من أجل ربط التواصل بين الجهات الألمانية وجهة الشرق، التي تتوفر على عدة مؤهلات إقتصادية وسياحية مهمة، وبنية تحتية مهمة وفي مستوى الذي تطلبه الدول المتقدمة من أجل العمل على مشاريع تنموية. عبد النبي بعيوي رئيس الجهة الشرقية وأحد الأطراف المنظمة لهذا الملتقى،أكد أن تنظيم هذا الملتقى أتى من أجل تدارس مجموعة من النقاط المهمة، الخاص بطريقة التعاون بين منطقة دوزلدورف والجهة الشرقية خصوصا إقليمي الناظور والدريوش التي ينتمي لها أزيد من 80 في المائة من أبناء هذه المنطقة الألمانية، التي دائما ما تسعى إلى جعل أبناء الجالية المقيمين بالخارج يشعرون بالإرتياح في وطنهم الأم، وأن مجلس الجهة أبوابه مفتوحة دائما للمغاربة المهجر من أجل الإستماع لمشاكلهم والعمل على حلها، مضيفا أن جلالة الملك محمد السادس دائما ما يولي إهتمام خاص بأبناء الجالية، ما يجعلنا نعمل بجد أكبر في هذا المجال، وأبرز على أن المغرب أصبح بدوره بلدا لإستقبال المهاجرين وأنه خطى خطوات مهمة في مجال الهجرة، وأن الجهة الشرقية انخرطت في هذا الأمر بشكل قوي، لكونها تقع في منطقة حدودية ما يجعلها وجهة لإستقبال المهاجرين. أنيس بيرو الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، أكد على أن منطقة الشرق وسكانها لهم علاقة وطيدة بألمانيا وحاملين لثقافتها وثقافة بلدهم الأصلي، وأضاف بيرو أن اليوم على البلدين العمل بشكل مكثف ضد الإرهاب والكراهية ونبذ الأخر، وأن الحاجة اليوم هي الإنصات للعقلاء والحكماء، وقطع الطريق على المتطرفين. محمد المباركي مدير وكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية، والذي إختتم إفتتاح الملتقى بالتأكيد على أن الجالية المغربية تلعب دورا مهما في تقوية العلاقة بين المغرب وألمانيا، مبرزا أن الوكالة نظمت هذا الملتقى وعيا منها بأن التواصل بين منتخبي الجهة الشرقية وجهة دوزلدورف من شأنها أن تساهم في توطيد هذه العلاقة، وأن تكون لها إنعكاسات إجابية على البلدين. وأضاف لمباركي أن الوكالة ستدعم بإمكانياتها وإرادتها القوية، كل الخلاصات التي سيخرج بها هذا الملتقى. وقد شهدت اليوم الأول من هذا الملتقى الذي شهد حضور وازن من طرف منتخبي الناظور والدريوش،عقد مجموعة من اللقاءات التي تخص الجهوية المتقدمة وأفق التعاون اللامركزي مع ألمانيا، والتعاون الألماني المغربي في خدمة التنمية الإقتصادية والإجتماعية للجهات.