قال إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إنه حتى لو أن السياسة فن الممكن، فإن تحالف حزبه مع حزب العدالة والتنمية بعد الانتخابات المقبلة "خط أحمر" لا تراجع عنه، حسب تعبيره. العماري، الذي حل ضيفا على لقاءات هسبريس مساء اليوم الخميس، بمناسبة الانتخابات التشريعية المقبلة، تفادى بشكل كبير أن ينطق اسم "البيجيدي"، مكتفيا بقول: "هادوك، هوما، والآخرين.."، لكنه انتقد الترويج للثنائية، مردفا: "بلادنا تحتاج إلى أكثر من 10 أحزاب لأننا لازلنا في فترة البناء"، قبل أن يزيد أن ما عبر عنه في اللقاء ذاته حول التحالف مع "المصباح" يهمه كأمين عام للحزب، ومن سينظر فعلا في التحالفات هي أجهزة داخلية ل"الجرار". وحول ما ردده خلال تجمعات حزبية سالفة بأن وصول العدالة والتنمية إلى الحكومة من جديد سيؤدي بالبلاد إلى ما وصلت إليه سوريا، استدرك العماري بأنه "في ظل الفقر والأمية وانتشار خطابات التطرف والكراهية التي أصبح من السهل التقاطها"، لا ينفي أن هنالك خطورة على المجتمع. اتهامات عدة وُجهت للأصالة والمعاصرة خلال الحملة الانتخابية، خاصة من طرف فيدرالية اليسار التي اتهمت "الجرار" وأمينه العام ب"المافيا"، قبل أن يعقب ضيف هسبريس: "رئيس الحكومة بنفسه وجه العديد من الانتقادات في هذا الصدد، بل الأنكى أنه اتهمنا ببيع "الغبرة""، وزاد: "را قاليك أسيدي حنا تنبيعو الغبرة، الكيف راه شويا وكيتزرع حدا أمي.."، ليطالب بفتح تحقيق في حق رئيس الحكومة على ضوء هذه الاتهامات، مستطردا: "إلا طلعنا للحكومة فلن ندع ولن نسمح لأي مسؤول حكومي باتهام المواطنين" وبينما وعد العماري خلال المهرجانات التي نظمها حزبه خلال الحملة الانتخابية الحالية بأنه سيتراجع عن التدابير التي اتخذتها الحكومة في العديد من الملفات الاجتماعية، كإصلاح صندوق المقاصة والتقاعد، أردف المتحدث نفسه بأن المشكل يكمن بالأساس في الطريقة التي تم من خلالها اتخاذ هذه الإجراءات، وزاد: "رئيس الحكومة تحدث مع أتباعه فقط، ولم يسبق أن اجتمع معنا في المعارضة ولا مرة واحدة.. وحتى النقابات لم يجتمع معها إلا حينما كانت تعلن قيامها بإضرابات". ودافع المتحدث نفسه عما كانت تعتزم الحكومة القيام به لإصلاح صندوق المقاصة من خلال الدعم المباشر للفئات الهشة، الذي عارضته المعارضة بشدة سنة 2012، وزاد مستدركا: "يجب رقمنة هذا الدعم لنعرف مساره وأين سيتوجه والفئات التي ستستفيد منه، خاصة الفئات الموجودة في المناطق النائية". وبسط "سائق الجرار"، الذي صرح في مناسبات عدة بأنه حتى لو فاز حزبه في الانتخابات لن يتقدم لمنصب رئاسة الحكومة، (بسط) بعضا من الإجراءات التي وعد بتحقيقها، خاصة نسبة النمو التي سيدافع عنها لكي تصل إلى ما بين 5 و5.5 بالمائة، مضيفا أنه سيسعى إلى رقمنة الإدارة وإخراج مراسيم الجهوية المتقدمة، مع التشجيع على البحث العلمي وإعادة القيمة للمدرسة العمومية، مضيفا: "لا يعقل أن أبناء الوزراء يدرسون في البعثة ونتحدث للمغاربة عن المدرسة العمومية.. يجب على الكل أن يدرس في التعليم العمومي".