لم تمر الاتهامات التي كالها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، لغريمه السياسي اللدود، حزب الأصالة والمعاصرة، بالتحكم، دون إثارة ردود أفعال من داخل "الجرار"، حيث رد إلياس العماري قائلا إن تلك الاتهامات "تسيء لبنكيران ولحكومته وللبلاد، قبل أن تسيء لنا، لأن الذي يتحكم هو من يملك السلطة". ووجه نائب الأمين العام لحزب "الجرار"، في تصريحات لهسبريس، اتهامه المباشر لبنكيران "إذا كان من يمارس التحكم فهو رئيس الحكومة"، مضيفا أن الأخير قام خلال انتخابات مجلس المستشارين "بالاتصال بمستشاري حزب الأصالة والمعاصرة يهددهم ويحاول توجيههم"، وفق تعبيره. وانتقد القيادي الطريقة التي تناول بها بنكيران حزبه خلال المقابلة الخاصة التي أجريت معه عبر قناة "مي دي 1 تيفي"، معتبرا أن لجوء بنكيران لتلك النبرة "ما هو إلا محاولة منه للتغطية على ما تعيشه الأغلبية من مشاكل، سواء كأحزاب أو أشخاص، وآخرها قضية المادة 30 مع الوزير أخنوش". وقال رئيس جهة طنجةتطوان إن رئيس الحكومة "يقر بأنه هو المتحكم حين يتحدث عن فك أحزاب المعارضة لارتباطها مع "البام" ضمن التحالف الذي يجمعها"، مضيفا بقوله: "هل هناك تحكم أكثر من هذا في أن يتدخل رئيس الحكومة في الشؤون الداخلية للأحزاب، ودعوتها للتموقع ضد أحزاب أخرى". ورد العماري على حديث بنكيران حول تحالف أحزاب المعارضة، بتأكيده أن تلك الأحزاب، بما فيها "الاستقلال" و"الاتحاد الاشتراكي"، ما زالت تشتغل بشكل مستمر "في الأمور التي تجمعنا، وقد نشتغل بشكل مختلف في الأمور التي لا تجمعنا، شأننا في ذلك كأي حزب في العالم". ونفى العماري نية حزبه في التحالف المستقبلي مع العدالة والتنمية، "أنهينا القصة منذ زمان بعيد، ونحن ما فكرنا يوما ولا نفكر إلى حدود الساعة في التحالف مع "المصباح"، وحين سنفكر في ذلك سنعلن للرأي العام، وسنشرك رئيس الحكومة بالموضوع، لأننا نفكر بصوت مرتفع خلافا لحزب بنكيران". وكان بنكيران قد أثار حزب الأصالة والمعاصرة في مقابلته التلفزية، معتبرا أن المغرب كاد يصل إلى كارثة "بسبب سياسة التحكم التي ينهجها هذا الحزب"، فيما هاجم العماري بالتشكيك في حصوله على رئاسة جهة طنجةتطوان، معتبرا أن ما حصل عليه كان نتيجة ضغوطات، وربما أشياء أخرى"، لم يحددها بنكيران.