لقد مللت من مشاهدة الأفلام على القنوات الأجنبية - على شاشة 52 بوصة، ومن مشاهدة المسلسلات على "الأيباد" في Netflix الذي أدفع في حقه 12 أورو كل شهر، أريد مشاهدة أي فيلم تختارونه ولأي موضوع تشتاهونه، المهم لا تحرمونا من متعة الجو الحميمي الذي يوجد داخل هذا الفضاء. . أرجوكم ابنوا لنا قاعة سنيمائية، لن يقع بعد ذلك أي كريساج، وستعم هذه المدينة الطمأنينة والارتياح، دعوا الناس يكتشفون الثقافات الأخرى وأين وصل الإنسان من خلال الإبداع، أقسم لكم أن كل واحد دخل هذه القاعة، سيتجدد فكره وسينمو خياله إلى الأفضل وستكون لديه رغبة في الإبداع هو أيضا، ستتغير طريقته في فهم الحياة، كل سلبي سيتحول إلى إيجابي، كل جاهل سيصبح مثقف، كل فتاة ستتمرد ولن يكون همها الأول والأخير هو الزواج، كل زوجة سترتاح من الأشغال المنزلية وتصبح مثل ''مونيكا بيلوتشي'' وستهتم بنفسها أكثر، كل طفل سيجتهد بعد ذلك في دروسه، كل عجوز سيرى فيه الماضي الجميل. بعد مشاهدة واحدة فقط، الناس لن تكن بحاجة إلى طبيب، أو إلى محامي، أو إلى العالم الافتراضي الذي يلهينا عن لذة الحياة. أرجوكم ابنوا لنا قاعة سنيمائية، دعونا ننعزل عن كل الأخبار التي تأتي إلى آذاننا رغما عنا. ما الهدف من معرفة الدافع وراء الانقلاب في تركيا، أو لماذا الشاب الإيراني قتل 40 بريئا في ألمانيا، أكيد أنه لم يشاهد ولا فيلم إيراني واحد، لأنهم اعتلوا المنصات العالمية بأفلامهم السنيمائية. أرجوكم ابنوا لنا قاعة سنيمائية، إن الإنسان هنا مثله الأعلى أتفه فقيه متزمت متشدد الرأي، يغتنمون فرصتهم لخلق دواعش من نوع آخر، دواعش الجهل والتزمت، وهذا سلاح مؤذي وخطير، دواعش تذهب إلى صناديق التصويت وهي لا تعرف حتى لماذا، دواعش تسكن المقاهي وتمضي في نقاشات فارغة لا تستفيد منها إلا أن الوقت قد مر من دون أن يحس به، دواعش أزعجتنا بنشازها، دواعش تستهلك المعلومة ولا تسعى إلى معرفة الحقيقة، دواعش تقتصر في نقاشاتها على الحلال والحرام، والحرام يطغى على أحكامهم بنسبة مائة في المائة، ويشتهون لو كنا قد اندثرنا فجأة واحدة. أرجوكم ابنوا لنا قاعة سنيمائية، لنتعلم فن العيش، فن التسامح، فن التعرف والاعتراف بالآخر، فن الحب، فن الاختلاف، فن الطموح، فن العمل، فن التعامل، فن الاكتشاف، إلى آخره من فنون، دعونا نتعلم وإن لم يكن ذلك فقد استمتعنا على الأقل، فالاستمتاع أصبح من المستحيل تقريبا، أرجوكم لا تقتولونا بجهلكم وابنوا لنا قاعة سنيمائية، سوف لن يكلفكم كثيرا.. فنحن محتاجون إلى هذا الفضاء، على الأقل للترفيه عن النفس، وإن لم يكن، فللبوح، "كلاشينكوف" ترك كل هذا الصخب وذهب إلى البحر للبوح في فيديو كليب أغنيته الأخيرة '' أذقيمغ خزاغ ''، لأنه الفضاء الوحيد الذي يمكنه من إطلاق رصاصاته، ولكون البحر هو الأزرق الوحيد الذي يمكن استيعاب كلماته، وليس هذا الأزرق الاجتماعي الذي يقبل بكل شيء تافه. "كلاشينكوف" هو أيضا يؤمن بالإيجابيات وبالمستقبل الذي ستعم فيه الفضاء ات وستسود فيه الأشياء الإيجابية. أرجوكم ابنوا لنا قاعة سنيمائية، لنتعلم من '' The eye in the sky '' أنه رغم الاختلافات والحروب التي أصبحت تسود هذا الزمان فهناك بؤرة ضوء من الإنسانية، دعونا نتعلم من '' A la rechrche du bonheur '' أن الجميع يجب أن يكون لديه طموح وإصرار قويان بغض النظر عن المستوى المادي للإنسان، لنستمتع ب '' Departures '' وأن نكون متفائلين مهما كثر التشاؤم، دعونا نستمتع فقط بجمال فاتنات هوليود فقد كثرت البشاعة وأصبح كل شيء زائفا. أرجوكم ابنوا لنا قاعة سنيمائية.