وجه القضاء الفرنسي مساء السبت 18 يونيو الجاري، تهمة الإرهاب إلى شخصين اعتقلا وأودعا السجن بشبهة التآمر مع الجهادي عبد الله العروسي في الاعتداء الذي نفذه بإسم تنظيم "الدولة الإسلامية" قرب باريس الإثنين الماضي وقتل خلاله شرطيا وصديقته. وأودع كل من سعد رجراجي (27 عاما) وشرف الدين عبروز (29 عاما) السجن الاحتياطي، وهما معروفان لدى شرطة مكافحة الإرهاب الفرنسية. وكان حكم عليهما مع العروسي في سبتمبر 2013 في قضية خلية ترسل جهاديين إلى باكستان. وبعد خمسة أيام على اعتداء راح ضحيته شرطيان واحيا المخاوف من التهديد الإرهابي في وقت تستضيف فرنسا كأس أوروبا لكرة القدم 2016، فتح المدعي العام في باريس تحقيقا جنائيا يتعلق خصوصا ب"عمليات قتل أشخاص مؤتمنين على النظام العام (...) وبالتواطؤ واحتجاز قاصر ما دون 15 عاما"، وذلك بالاشتراك مع منظمة "إرهابية". وقالت النيابة العامة إن قضاة التحقيق وجهوا إلى عبروز ورجراجي الموقوفين منذ صباح الثلاثاء تهمة "الاشتراك في عصبة أشرار إرهابية" وأمروا بإيداعهما السجن احتياطيا بانتظار محاكمتهما. وقرر قضاة مكافحة الإرهاب الاكتفاء في هذه المرحلة من التحقيق بتوجيه هذه التهمة فقط إلى الموقوفين وعدم اتهامهما بالتآمر بشكل مباشر مع العروسي في الاعتداء المزدوج. وقبض على رجراجي وعبروز وأودعا السجن صباح الثلاثاء مع رجل ثالث أفرج عنه من دون ملاحقته قضائيا. وأقدم العروسي الذي بايع تنظيم "الدولة الاسلامية" على قتل مساعد قائد شرطة "ايفلين جان باتيست سالفين" (42 عاما) بالسكين مع صديقته "جيسيكا شنايدر" (36 عاما) التي تعمل موظفة إدارية في المخفر المجاور، وذلك مساء السبت داخل منزليهما في "مانيافيل" غرب باريس، قبل أن ترديه وحدة من النخبة في الشرطة. وتبنى هذا الاعتداء المزدوج تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يحض مناصريه بانتظام على قتل رجال شرطة وعسكريين في بلدان التحالف الدولي التي تشن حملة عسكرية ضد مواقعه في سوريا والعراق. أما الطريقة التي نفذ فيها الاعتداء المزدوج فتتوافق أيضا مع التعليمات التي أصدرها التنظيم : "العمل بطريقة منفردة وبأي سلاح متوافر".