نظمت سفارة المملكة المغربية ببروكسيل ومؤسسة الحسن الثاني للمغارية المقيمين بالخارج يوم الأحد 5 يونيو الجاري، الحفل السنوي الخاص بتوزيع الجوائز على المتعلمين المتفوقين من أبناء الجالية المغربية ببلجيكا في مباراة نيل شهادة استكمال الدروس الابتدائية في اللغة العربية والثقافة المغربية. وقد عرف هذا الحفل تقدما نوعيا عما كان عليه في السابق من جميع النواحي، حيث تم الاعداد له من طرف كل الأساتذة على مدى شهور تحت إشراف المفتش التربوي رئيس البعثة التعليمية لدى السفارة السيد الشرقي الحمداني. وقد تمحورت الفقرات الفنية والعروض واللوحات المسرحية والغنائية التي قدمها أبناء وبنات الجالية حول "المسيرة الخضراء"، الأمر الذي نال رضا الجميع بالنظر للمستوى الذي أبان عنه التلاميذ بتمكنهم من اللغة العربية والثقافة المغربية، كما تميز بروح وطنية عالية وأجواء حماسية كان لها أبلغ الأثر في الجمهور الذي غصت به القاعة الكبرى للقنصلية العامة ببروكسيل حيث رُددت الأناشيد والأغاني الوطنية بهذه المناسبة. عرف الحفل تقديم كلمة باسم السفارة قدمها القنصل العام ببروكسيل، تلتها كلمة المفتش التربوي رئيس مصلحة التعليم بالسفارة الذي لم يفوت الفرصة للتنويه بجهود أعضاء البعثة والجمعيات العاملة في المجال، كما تقدم بالشكر للجهات الداعمة وفي مقدمتها مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج. وقد اختتم الحفل بتوزيع شهادات النجاح والجوائز التي خصصتها مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، البنك الشعبي، التجاري-وفا بنك، البنك المغربي للتجارة الخارجية. للإشارة فقد حضر هذا الحفل نائب السفير ببروكسيل، وقناصلة بروكسيل ولييج وأنفرس، وممثلو الهيئات الداعمة، ورؤساء الجمعيات والمراكز التي تُعنى بتدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية، وعددا مهما من الأسر التي تحملت مشاق التنقل من مختلف الجهات إلى العاصمة بروكسيل. من جانب آخر، فإذا كان حسن التنظيم والإعداد قد ساهم في تحقيق إقبال قياسي سواء على مستوى المباراة أو الحفل هذه السنة، فإن الحفل عرف بعض الهفوات وخاصة في التنشيط الذي كان سيئا للغاية نتيجة الارتجال وكثرة الأخطاء وعدم إشراك أساتذة البعثة في تقديم فقرات الحفل. نقطة أخرى لا تقل خطورة تمثلت في تخصيص أكثر من جائزة للتلميذ الواحد مع حرمان تلاميذ آخرين من الفرحة رغم حصولهم على ترتيب جيد، وقد حاولت بعض الأسر الاحتجاج لكنها دون جدوى. إن نجاح الحفل في هذه الدورة يرجع فيه الفضل إلى أساتذة البعثة الذين أبانوا عن حس وطني يجب أن يدفع المسؤولين إلى الإسراع برفع الحيف عنهم بتمكينهم من التأمين الصحي على التراب البلجيكي إسوة بباقي موظفي الدولة العاملين ببلجيكا، وتوفير الكتب المدرسية ووسائل العمل، وضمان الاستقرار في التعيينات التي ينبغي أن تكون على أساس معايير واضحة وشفافة وعادلة، وكذلك تخصيص حوافز نظير مجهوداتهم والنتائج التي حققوها لفائدة أبناء الجالية. جدير بالذكر، أن فوجا جديدا من أربعين أستاذا، موضوعين رهن إشارة مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، التحقوا أواخر السنة الماضية لتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية ببلجيكا، وهم يزاولون عملهم في المدارس والجمعيات والمراكز الثقافية حيث يتنقلون طيلة أيام الأسبوع بما فيها السبت والأحد لتقديم الدروس في أكثر من مؤسسة.