حذرت الاستخبارات الإسبانية في تقارير جديدة لها، أصدرتها في الأسابيع الأخيرة، من كون مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين قد أصبحتا الطريق الرئيسة للجهاديين المتوجهين من أوروبا نحو مناطق نفوذ الجماعات الإسلامية المتطرفة بشمال إفريقيا كليبيا، الصحراء الجزائرية وشمال مالي، مؤكدة أنها تفوقت بكثير على تركيا، التي اعتُبرت لفترة طويلة الطريق التقليدية لجهاديي تنظيم الدولة، وذلك حسب ما أوردته وسائل إعلام إسبانية، يومه الإثنين 02 ماي 2016.وأضافت تقارير "مستشارية الاستخبارات الأمنية الإسبانية (AICS)"، المتخصصة في مراقبة الشبكات الجهادية، أن تسرب جهاديي الشبكات الإرهابية عبر المعابر الحدودية لتركيا قد انخفض منذ هجمات شهر نونبر 2015 بباريس، عقب تشديد تركيا – وباقي دول الشرق الأخرى- للمراقبة الأمنية على حدودها، ليحولوا أنظارهم إلى الثغرين المحتلين سبتة ومليلية، اللتين تفتحان لهم الطريق نحو باقي المناطق التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية بإفريقيا. وحسب ذات التقارير، فإن هذه الطريق تعتبر بالنسبة للجماعات الإسلامية المتطرفة الأكثر أريحية من الناحية الأمنية، وكذلك لكون شمال إفريقيا غير بعيدة جغرافيا عن مناطق نفوذ هذه الجماعات، موضحة أنه رغم كون إسبانيا تعتبر "المنطقة الحرجة" الوحيدة لعبور الجهاديين إلى شمال إفريقيا، غير أن توفرها على شبكة لوجستيكية راسخة بشبه الجزيرة الإيبيرية تسهل لهم الأمر. كما أكدت التقارير، أن أغلب الضربات ضد "داعش" في إسبانيا استهدفت شبكات الاستقطاب والتجنيد، غير أن العمليات ضد الخلايا المكلفة بتنسيق الخدمات اللوجستيكية التي تساعد الإرهابيين على العبور كانت محدودة وغير ذات فعالية بسبب صعوبة اكتشاف الجاهديين من بين العابرين للحدود، لكون آخر الوثائق التي تمت معالجتها من قبل جهاز الأمن الإسباني، تؤكد أنهم يسافرون بوثائق قانونية، لأنهم في الغالب يتحدرون من أصول شمال إفريقية، مع جنسية أو إقامة بأحد البلدان الأوروبية، مما يمنحهم أسبابا مقنعة للعبور إلى شمال إفريقيا، ويقوض عمل قوات الأمن، التي غالبا ما تقتصر على التنبيه فقط، دون إمكانية توقيفهم أو اعتقالهم. وأضاف التقرير أن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، تعتبران أهم نقاط عبور الجهاديين القادمين من أوروبا إلى مناطق نفوذ الجماعات المتطرفة بشمال افريقيا، والذين يمرون بموانئ مالقة، الجزيرة الخضراء وطريفة، مؤكدة أن المدينتين توفران لهم دعما لوجيستيكيا مهما.