عاشت مختلف مناطق الريف شهرين متتاليين من الزلازل مما زرع الهلع والخوف في انفس ابناء الريف كبارا وصغارا . اضطر العديد من السكان الى النوم في السيارات والشاحنات هروبا من كارثة الزلزال وخوفا من العودة للمنازل بعد مسلسل الذعر الذي بات الجميع يعيش فيه مع الهزات الإرتدادية المتكررة و التشققات التي بدأت تظهر في بعض المباني. اثر الزلزال على نفوس التلاميذ مما جعل تلاميذ مختلف المؤسسات لا ينتبهون ولا يشاركون داخل الحصص خاصة ان الارض اهتزت مرارا خلال فترات التمدرس. رغم كل هذا ، لم تتدخل الدولة ابدا لمد يد المساعدة ، و لو حتى في شقها المعنوي ، كتوفير بعض من الدعم السيكولوجي للساكنة المرعوبة ...و الغريب ، ان قنوات المخزن استمرت في بث برامج الميوعة و كأن شيئا لم يحدث. لا خوة لك يا ريفي ، و لا اصدقاء .... نحن نعلم ان امكانيات الدولة المغربية محدودة ، و لا نطالبها بما ليس في ايديها ...لكن بعضا من الاعتبار ، و قليلا من الانتباه لمآسي الناس ، حسب الامكانات المتاحة كان ليلقى صداه في نفوس اهلنا ... كنا لنفرح لو ان بعضا من مسؤولي هذا البلد غادروا ليوم او بضع ايام كراسيهم المريحة للوقوف على مآسي الناس ، و توهيمهم (في افضل الاحوال ) ان الدولة حاضرة بجانبهم ، و انهم مواطنون كبقية سكان المغرب النافع ... نعم ، لقد كان محمود درويش محضوضا في مأساة شعبه ... فهو يعرف عدوه . ان سقطت ذراعه ، التُقِطت ليضرب بها العدو ... اما انت ياريفي ، رغم ان القناع قد سقط عن لا مبالاة الدولة ، عن اهمال الدولة ، عن تجاهل الدولة لمآسيك ... ما زلت لا تعرف عدوك ...و لا تعرف من يكون اخاك ... انت اخ و صديق لقضاء مصالح هذا و ذاك ... و لا احد لك الا الله ... نسأل الله ان ينظر لحالنا ... و نأمل خيرا وراء البلاء ...