تمكن نور الدين البركاني وبقية المستشارين ببلدية الناظور التابعين لحزب العدالة والتنمية من الحصول على صك التبرئة من مخالفة قرارات رئيس الحكومة وجهوية الحزب بالشرق من خلال إتهامهم سابقا بمخالفة توجه الحزب والتحالف مع الاصالة والمعاصرة. التبرئة التي نالها الاعضاء دون الكاتب الاقليمي سعيد البطيوي الذي لا يزال تقرير مصيره بيد مركزية الحزب، لم يكن عبثا وإنما كان مدروسا، حث سيليه ولو بعد حين قرار تبرئة سعيد البطيوي أيضا. لماذا إذا تجميد العضوية؟ خلال إنتخابات المجالس وعقد التحالفات وجد بنكيران نفسه في موقف محرج في مواجهة حلفاؤه سيما امحند العنصر الذي كان يصر على تحالف أعضاء البيجيدي بالناظور مع سعيد الرحموني، فلم يجد بنكيران وحسب مصادر خاصة بمركزية العدالة والتنمية تواصلت معها آنذاك بدا من الاجتماع مع البركاني ومستشاري العدالة والتنمية، وذلك لثنيهم على التصويت لصالح حوليش وبدل ذلك التصويت لصالح سعيد الرحموني. يضيف لي ذات المصدر آنذاك، أن أعضاء البيجيدي تشبثوا بشكل غريب بالنسبة لبنكيران بالتصويت على حوليش، رافضين التصويت لصالح الرحموني ومعللين ذلك بأسباب نتحفظ عن ذكرها، وهو ما جعل بنكيران يبلغ العنصر بالاسباب ليقوم العنصر بإبلاغ الرحموني بذات الاسباب، وآنذاك أيضا لم يتأخر رد الرحموني الذي طلب من أمحند العنصر أن يخبر بنكيران أنه يتنازل عن الرئاسة إن كان هو المشكل ويتنازل عنها لصالح سليمان أزواغ، وهنا وضع أعضاء العدالة والتنمية في مأزق حقيقي حيث أنهم لم يجدوا ما يبررون به سبب إمتناعهم عن التصويت لصالح سليمان أزواغ، لكنهم واصلوا رفضهم في التخلي عن سليمان حوليش. بعد هذا الشد والجذب بين الطرفان سيحاول قادة العدالة والتنمية الضغط فقط على نور الدين البركاني وزوجته من أجل التراجع عن التصويت لصالح حوليش، لأن هؤلاء من مناضلي الحزب عكس الاعضاء المتبقين الذين التحقوا بالحزب قبيل الانتخابات، وفي الأخير وقبل يوم واحد فقط من التصويت على الرئيس الجديد سيقبل البركاني هو وزوجته بعدم التصويت لصالح حوليش لكنهما سيرفضان أيضا التصويت لصالح اي شخص آخر، وهو ما قبل به الرحموني وأزواغ حيث كان الرحموني سيحصل على 21 صوت في مقابل حصول حوليش على 20 صوت فقط، وهي أغلبية نسبية كانت ستتقوى لاحقا بإنضمام البركاني وزوجته إلى الرحموني حسب ما كانوا يعتقدون. المعطى الجديد وهو عدم تصويت البركاني على حوليش وتعهده بذلك لقادة العدالة والتنمية سيجعل الصراع يحتذ في آخر ليلة بين سعيد الرحموني وسليمان أزواغ، حيث أصبح كل واحد منهم يرى نفسه أحق برئاسة المجلس، ويقول أحد مصادري في حديث خاص آنذاك، أن لقاء جمع هؤلاء كلهم في فيلا بقرية أركمان من أجل التوصل إلى إتفاق يرضي جميع الاطراف، وبعد شد وجذب وتدخل أشخاص لهم إحترامهم سيقبل سليمان أزواغ بالتصويت لصالح الرحموني في الغد، حيث باتت الحركة الشعبية ورئاسة المجلس في جعبتها لتصبح على الفاجعة التي قلبت كل الموازين. خلال إنعقاد دورة المجلس الاولى للتصويت على الرئيس سيفاجئ الجميع بأن البركاني وزوجته صوتوا لصالح حوليش، لتطير الرئاسة من بين أيدي الرحموني، الامر الذي سيجعل من ذهبوا للمعارضة ينظمون ندوة صحفية والتي ستعرف لاحقا ب"ندوة لمضمة" حيث تم صب غضب المستشارين على البركاني وزوجته، في حين قام محمد أزواغ بإتهام زوجة البركاني بتلقي مضمة ذهبية كرشوة، لكنه سيعتذر لاحقا لأنه لا يملك الدليل على كلامه. ضغوط كبيرة مورست على بنكيران جعلت العدالة والتنمية تقوم بتجميد عضوية مستشاريها وكاتبها الاقليمي والذهاب أبعد من ذلك في تهديد بحل الكتابة الاقليمي للحزب بالناظور، لكن مصدر خاص أكد لي آنذاك أن كل هذا من أجل ذر الرماد في العيون، مشددا على أن الامانة العامة للحزب لن تستطيع التخلي عن البطيوي الذي يعتبر من مؤسسي الحزب، وكل ما قامت به كان من أجل إرضاء حلفاء البي جي دي في الحكومة.