تفشت حوادث الانتحار في الريف خلال الاونة الاخيرة إلى درجة أنها أصبحت تنذر بخطر يتهدد المجتمع، خاصة بعدما انتشرت هذه الظاهرة في صفوف الأطفال الصغار، الذين بات إقدامهم على اتخاذ مثل هذه الخطوة لوضع حد لحياتهم ينبئ بخلل أخلاقي واجتماعي يجب معالجته والتصدي له. سكينة أطراري باحثة مجازة في علم النفس قالت لناظورسيتي أن اسباب تفشي هذه الظاهرة كثيرة و متشعبة تبدأ بكلمة الموت ذاتها التي لا يستوعب معناها الطفل مثل الراشد مما يجعله اثناء سماعه لكلمة الموت يفهمها انطلاقا من التمثل الذي اكتسبه من محيطه ومصادر معلوماته من الخارج مثل المدرسة ومحيطه ، وأي خطأ في فهمه لهذه الكلمة قد يجعله يفكر في الموت لمعرفة ما وراءها.. وأضافت أطراري أن الاضطرابات النفسية التي يعاني منها بعض الاطفال دون علم عائلتهم بذلك فيقدم على الإنتحار كفعل مرضي كما أن نقص التواصل الأسري مع الطفل وإهماله وقمعه وعدم إشراكه في بعض الأمور الخاصة به، قد يترتب عن ذلك إحساس الطفل بانه غير مرغوب فيه، فيميل للانطواء وبمجرد أن يدخل في دوامة الانعزال يسيطر عليه الاكتئاب الذي قد يجعله يفكر في الانتحار لتخليص عائلته منه. كما أشارت إطراري ايضا الى أن إنفصال الأبوين وعدم استقرار الطفل و ما ينتج عن ذلك من فقدان حنانهما و عطفهما قد يدفع الطفل من خلاله إلى الإنحراف رغم صغر سنه أو الإنتحار في ما قد يتسبب العنف اللفظي الدائم أو الجسدي أو المعنوي بشكل متكرر، أو تعرض الطفل للإغتصاب قد يجعله يفكر في الإنتحار هربا من الواقع الذي يتصوره كجحيم لا يطاق .. ومن جانب آخر دعا عدد من قراء موقع ناظورسيتي في تعليقاتهم على حدث إنتحار طفلة في ال13 من العمر يوم امس الاثنين بجماعة إفرني المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والمختصة إلى التحرك لدراسة هذه الظاهرة التي بدأت تتفشى في المجتمع و تظهر وجود خلل أخلاقي و إجتماعي يدفع هؤلاء الصغار الى اغتيال براءتهم