{ الثقب الأسود : منطقة في الفضاء تحتوي على كتلة كبيرة في حجم صغير ، و هو في الأصل عبارة عن نجم انفجر و بدلا من تبعثر مادته ، تجاذبت و فقدت قدرتها على التماسك .. و هو غير قابل للرؤية يقوم بامتصاص كل شيئ نحو بما في ذلك الضوء .. } _ استيقظت على أنغام تعودت عليها .. كابوس تعملق في وجداني و جعلني أفقد السيطرة عليه .. فذاك المنظر أرهقني كظلي .. أضعف قوتي و أدراك حيلتي .. و لأن الفضول نحو الخطيئة بلا عقلنة و لا تريث هو غايتي ، فلا بد أن أؤمن بالمعجزة ، أن اؤمن بأن طيفي سيحوم هناك .. ستغار العيون من حولي .. و ستغمرني الحياة و أنا ميت لا محالة . _ مرت الأيام و توالت .. و الرعشة لا تفارق روحي .. قلبي يخفق لأوجاعي ، و جبيني يسيل عرقا .. كنت أخشى ما أنا مقدم عليه .. فالسفر إلى الفضاء ، و اجتياح أخطر ما وجد ( ضم الواو ) في ملكوت الله لهو الجنون بعينه . _ و حين غرقت في بحر الأحلام و تعبت و لم أجد قدرة قادرة على إخماد فضولي و تخفيف ألامي و أملي .. لجأت الى عمي .. مكاني الدفئ من هذه الدنيا .. أردت أن يرشدني .. أن يزرع في قلبي شيئا من التعقل و هو الملزم بأمري .. لكنه لم يقوى على إزالة ذاك الشعور المشحذ بالحماس و الشغف و بذرة الإبداع العلمي . _ و حين عزمت على المضي .. بدون عودة .. بدون تردد .. استدرجت عمي .. أقنعته بمساعدتي في بناء مركبة فضائية ذات قدرة خارقة كأنها طوفان .. نافضا عني همي الأبدي بعد جفاف طويل في الأفكار استطلت معه رقعة الوقت . _ سكون منقطع النظير يعلو المكان .. و القمر طالع من وراء الأفق يسكب عليه نورا لطيفا .. كل شيئ جاهز .. المركبة تستعد للإقلاع .. الأدرينالين يندفع محدثا انقباض .. الجنون يقترح أجمل الأشياء و العقل يدونها .. و المخيلة الخلاقة تسمح بالتفكير في الرحلة التي تستحق العناء .. و الحماس يدفعك للقيام بالخطوة الاولى .. حتى الأخيرة .. ثم يجعلك تقدم على الرحلة بجنون .. فرحلة الألف ميل تبدأ بحلم .. 1 ... 2 .... 3 .. go