_ للمدينة ذاكرة مجسمة ، تغوص في المستقبل مثلما تغوص في الماضي ، رغم أنها تعبر عن الواقع الحاضر ، و هي واقع مادي عبارة عن حلقات متداخلة و متراكمة يصعب تفكيكها ، و هي سجل متحرك يقبل الجديد دائما . _ إن المدينة " كمدينة الناظور " لها هويات متعددة نابعة من هوية كلية تشكلت نتيجة لتراكم الاحداث باستمرار .. فالتركيبة الزمكانية للمدينة و الحالات المشبوهة التي سادتها قد جعلتها تفقد القيمة الجمالية و التاريخية و المكتسبات الحضرية ، لتغدو فضاءا يصعب الحياة فيه ، فتسود الفوضى الحضرية و تفقد منطلق تشكلها . _ فالمدينة ببساطة هي كائن حي يجمع بين الناس و المواصلات و التجارة و الإقتصاد و الفن و العمارة و السياسة و الثقافة و الذوق .. و هي كما عرفها لوكوربزيه أصدق تعبير لانعكاس ثقافة الشعوب و تطور الأمم . _ و عندما يجتمع الخبراء على أن مدينة الناظور هي محلة عمرانية متكدسة تفقد تكاملها الوظيفي ، فإننا اذن امام حالة اختلال توازن توجب شحن الهمم من أجل بناء استراتيجية محكمة و متقنة تقوم أسسها على إبراز مظاهر الترابط و التراث الإجتماعي و الانظمة الاقتصادية و التعليمية و الدينية .. حتى الاسرية منها . _ إن آية عملية بناء تعتمد في الأساس على تخطيط مقاربات و استراتيجيات تتوافق مع السياق و الاحتياجات المحلية ، و اعتماد منهجية التخطيط المدني و الرؤية للمسائل الحرجة التي تستوجب مقاربة خاصة . _ و من أجل تفعيل هذا النموذج و تحديد الإطار العملي الأرضي و العوامل المعززة لنمو المدينة ، فقد توجب الاقتياد بهذا العناصر التي تشكل اللبنة الاولى نحو تحقيق الرقي الإجتماعي و تحسين الذوق العام للمدينة : # استراتجية النمو الاقتصادي المحلي ؛ تعد المدينة وحدة اقتصادية تستند على مبدأ تقسيم العمل ، فالنشاط الرئيسي يحتاج الى عدد من الخدمات و الأنشطة ، إذ تجذب المراكز التجارية الصناعة ، و تحتاج الصناعة إلى التجارة ، و بذلك تصبح المدينة موطنا متعدد الوظائف ، و يغدو كل فرد في المدينة ناشطا فعالا له وظيفة معينة و يساعد في النمو من موقعه المتاح و بإمكانيته الفكرية و العملية . و قد اصبحت المراكز التجارية ( المولات ) أبرز معالم المدن المعاصرة و أقوى نقط الجذب .. كما تمثل الصناعات الاساسية أهم استثمار بالمدينة لأنه علاوة على مبرراته الاقتصادية ، فهو يساعد على تحقيق الإكتفاء الذاتي و الامن الغذائي و تخفيف حدة الفقر . # استراتجية تعزيز التنظيمات الإدارية و الثقافية ؛ ( الجزء الثاني ) # استراتجية الإستفادة من المؤهلات الجغرافية ؛ ( الجزء الثاني ) # استراتجية تحسين الجودة السياسية و تغذية الموروثات التاريخية