تصوير : مراد ميموني / إلياس حجلة على إيقاع حوار الثقافات والإبداع المتبادل تتواصل فعاليات المهرجان الربيعي الدولي لمسرح الطفل بالناظور، وسط توافد المئات من الزوار على فضاء المركب الثقافي لمتابعة العروض المسرحية والأنشطة الموازية للمهرجان التي تشهد بدورها متابعة هامة من طرف مختلف الشرائح الإجتماعية بالمدينة والتي وجدت متنفسا للترويح عن النفس بحكم تزامن فعاليات المهرجان مع عطلة الربيع حيث قرر آباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ قضاء أوقات ترفيهية رفقة أبنائهم مع الأنشطة التربوية والفنية وباقي العروض التي يحفل بها البرنامج العام للتظاهرة الثقافية الدولية وخلال اليوم الثاني للمهرجان الدولي في فترته الصباحية، تم تقديم معرض مسرحي لفرقة اللقاء المسرحي من مدينة أصيلا شمال المغرب تحت عنوان " جزيرة الشعراء " من تأليف محسن زروال وإخراج محمد عنان، حيث تروي المسرحية حكاية جماعة من الفتيات جمعهن عشقهن للشعر يقودهن حبهن إلى إختيار المسرح كأداة للتعبير عن عشقهن قبل الإصطدام بظروف تقف عائقا لهن يقررن على إثره البحث عن حلول لذلك ليتمكن من إكتشاف النحس في صديقة جديدة إلتحقت بهن، سيتم طردها من الفرقة قبل العدول عن ذلك بفعل العلاقة الحميمية التي تربطهن بالصديقة المذكورة قبل أن يسدل الستار عن المسرحية في أجواء المغامرة والإبداع وسط تصفيقات الحضور وتميزت الفترة المسائية، بإنطلاق كرنفال المدينة بمشاركة فرق فلكلورية وطنية وأجنبية متمثلة في فلاميني من بلجيكا ولورا من فلندا، تحولت على إثره ساحة حمان الفطواكي بالناظور إلى فضاء إمتزجت فيه حوار الحضارات بالعروض الفنية ومتعة الفرجة لدى مئات المتفرجين من فئات عمرية مختلفة ومن كلا الجنسين والشرائح الإجتماعية وقد سبق تقديم العروض وصول الوفود المشاركة على متن " يخوت " جالت في طقوس ترفيهية لمسافة هامة ببحيرة مارتشيكا قبل النزول إلى اليابسة والتوجه نحو ساحة حمان الفطواكي بألوان شتى وتقاليد مختلفة، تم عرضها بالساحة للتعريف بالخصوصيات الثقافية لشتى الوفود والدول المشاركة بدءا بالعرس الريفي القح وعرض رقصة " ابو السلف " لفرقة سلطنة عمان وصولا إلى العروض النارية التي أدهشت الحضور لجماليتها من جهة ولخطورتها من جهة ثانية أبدع في تقديم لوحاتها الفنية فرقة هولندية برآسة الفنان " بيتور " والمبدعة " لورا " من دولة فلندا، تفاعل معها الحضور بشكل كبير، جعل الجميع يقف لدى مسلمة مفادها أن النار لا تحرق الأخضر واليابس فقط، بل هي مصدر إبداع وفرجة وجمالية أيضا وقد إستنفر الكرنفال من جانب آخر الأجهزة الأمنية بالناظور، قصد مروره في أجواء إحتفالية وتفادي كل ما من شأنه أن يعرقل برنامج الكرنفال الذي جعل المدينة ترتدي ثوب الثقافة وتسطع فيها ألوان الإبداع في رسالة إلى من يهمهم الأمر أن المدينة هي في أمس الحاجة إلى إرادات حقيقية لتحقيق الإقلاع الثقافي والتنمية المنشودة ووضع القطيعة مع النمطية والركود الثقافي الفيديو بعد قليل