بعد تدّرجه في الألقاب المُتوّجة بالميداليات الذهبية ولا شيء آخر سوى الذهبية دائماً وأبداً، من بطل على الصعيد الإقليمي بالناظور، إلى محرزٍ للقب الجهة الشرقية، وَ حاملٍ للّقب الوطني خلال السنة الجارية في رياضة الكاراتيه، إلى جانب اِستفراده بالفوز بكأس محمد السادس الدولية.. ها هو الطفل الحديدي هشام بقالي إبن مدينة الناظور المزداد مطلع سنة 2004، يُفاجئ الجميع بإحرازه أخيراً لقب بطولة الدوري العالمي للكاراتيه المقامة مجرياتها على مدار 27 وَ 28 وَ 29 من شهر نونبر المنصرم، بمدينة إسطنبول بالديار التركية التي قصدها بعد تداريب صارمة بجميعة "النسيم" تحت قيادة الإطار الوطني الناظوري ميمون نبعلال. تركيا التي اِحتضنت منافسات أطوار بطولة العالم للكاراتيه، اِستضافت إحدى قنواتها التلفزية الرسمية، هشام بقالي للتعريف بما أفلح بنجاحٍ متناهي في تحقيقه من إنجازات تجاوز صيتها حدود أرض الوطن والقارة السمراء تعود لطفلٍ ناظوري دون سنّ البلوغ. كما خصّه رئيس الإتحاد الرياضي التركي بإستقبالٍ مميّزٍ وسط حفاوة عارمة، متنبئاً له بمستقبلٍ بدت سِمات معالمه في التشكّل مبكراً، مُؤكدةً أن الشّبل له موعداً مع التاريخ لن يخلفه يقيناً هو الذي أطاح بخصوم أشاوس من أقرانه في وزن 34 كلغ، فوق الحلبة وتربّع على عرش الكارتيه في العالم. وخليقُ بنا القول أنّه إذا كانت تركيا التي يقصدها بالآونة الأخيرة شبابنا بالآلاف من أجل عبورها برًّا وجوًّا صوب الوجهة الأروبية، فالطفل الناظور هشام بقالي رفع في سمائها عالياً عَلَمَ الوطن خفّاقة، فهل سنشهد له تكريمات على غرار نظيره أشرف أوشن، أم سيطاله التجاهل والتغاضي مثلما دفع أربعة أبطال إلى الفرار من الوطن!