تحولت بلدة فرخانة، المتاخمة للناظور، والمناطق المحاذية لها، إلى ملاذ لعصابات تهريب الحشيش وإدخال المخدرات القوية، من المغاربة المقيمين بمليلية، الذين يستغلون أربعة أبواب ثانوية، للمعبر الحدودي، للدخول إلى المدينة والقرى المجاورة لها، والقيام بعمليات إجرامية قبل العودة من المداخل نفسها عبر سيارات تحمل لوحات إسبانية و«أغلبيتها توجد في وضعية غير قانونية ومنها المسروقة من أوربا»، تقول مصادر جمعوية من المنطقة. ودفعت كثرة العمليات الإجرامية، التي نفذتها هذه العصابات، حسب ما أوردته المصادر ذاتها، بعض السكان إلى الاستعانة بكاميرات مراقبة، غير أن ذلك لم ينفع مسنان، هاجمت عصابة، ليلة الخميس الجمعة الماضي، منزلهما، واستولت على 28 مليون سنتيم، بعدما كبلت الزوج الثمانيني، ووجه أحد أفرادها ضربة بساطور إلى رأس الزوجة. وقالت مصادر جمعوية، إن الزوجة نجت من موت محقق، بعد ضربها بساطور في الرأس، إذ أن الجيران أنقذوا حياتها بعد نقلها إلى المستشفى، حيث تم رتق جرحها الغائر وإيقاف النزيف. ونادى أحد أفراد العصابة على الشيخ باسمه، وما أن فتح باب المنزل، حتى شل أفراد العصابة حركته وانهالوا عليه بالضرب، كما باغتوا زوجته بضربة في الرأس بساطور، بعدما حاولت إجراء مكالمة استغاثة عبر هاتفها المحمول. واستولى أفراد العصابة على 28 مليون سنتيم، من خزينة يحتفظ بها المسنان في بيتهما، كما استولت على حلي ومجوهرات الزوجة، التي كبلوها بأسلاك. وقالت المصادر الجمعوية، إن المسن لا يقيم في بيت منعزل عن السكان، بل تحيط ببيته ثلاثة منازل يقطنها أبناؤه مع زوجاتهم، وهي كلها منازل تتوفر على أسلحة صيد مرخصة. وسبق لبيت أحد أبناء الضحية أن تعرض للسرقة، ما دفع الابن إلى تجهيز البيوت بكاميرات مراقبة، غير أنها أصيبت فجأة بعطل قبل حوالي ثلاثة أشهر، واستغلت العصابة ذلك لاستهداف بيت المسنين. وحسب ما أوردته المصادر ذاتها، فإن عناصر الدرك الملكي تواصل أبحاثها في القضية، التي رفعت منسوب غضب سكان المنطقة، وتخوفهم من أن تستهدف هذه العصابات بيوتا أخرى. وتعتبر فرخانة، تسجل المصادر المذكورة، نقطة سوداء أمنيا، بحكم محاذاتها لمليلية المحتلة، التي تنشط فيها عصابات التهريب، والتي تدخل عبر سيارات مسروقة وتجوب المنطقة بحرية، ليل نهار، دون أن تشملهم إجراءات المراقبة، والتأكد من هوياتهم.