تعيش مدينة الناظور مع اقتراب كل يوم عيد، أجواء استثنائية خاصة، تكاد لا تعيشها في باقي الأيام الأخرى؛ الشوارع مليئة بالعربات المختلفة، والأسواق الرئيسة بالمدينة مزدحمة بالناس، والكل في غدوّ ورواح لا همّ له سوى الانتهاء من استوفاء كل اللمسات الخاصة بهذه المناسبة السعيدة من اقتناء الأضحية ومستلزماتها، وشراء الملابس الجديدة... وغير ذلك مما لا تكتمل فرحة العيد إلا به. لا حديث في هذه الأيام القليلة المتبقّية إلا عن العيد والأضاحي والملابس وكل ما يدخل في هذا الإطار.. الناس تسأل بعضها عن انخفاض أو إرتفاع أثمان الأضاحي، أو في أغلب الأحيان تقصد الأسواق لتشهد إلى أين وصل هذا الثمن الذي يؤرق أغلب مواطني المدينة البسطاء في كل سوق. أما الشباب فيتسابقون في اتجاه محلات وحوانيت الثياب، لاقتناء ما يوافق ذوقهم من ملابس العيد التي يريدونها أن تكون بدرجة من الجمالية وإن كان ثمنها مرتفعا، فالغالب فيهم يتحدّد ذوقه الخاص تماشيا مع الموضة الحديثة، والآخرون فقط يريدونها أن تكون ملابس محترمة تسعفهم في الاحتفال بمناسبة العيد مهما كان شكلها أو ثمنها. وعلى أرصفة الشوارع بالمدينة، أو قرب الأسواق الرئيسة، أو مشيا على الأقدام، باعة متجوّلون يغتنمون هذه الفرصة لعرض سلعهم أمام طلبات الناس غير المنتهية.. فهنا تُعرض سلع مختلفة لا تخرج عن إطار الملابس والأحذية والأحزمة، والسكاكين، والخناجر، والفؤوس، والسواطير، والشوايات.. وما إلى ذلك من مستلزمات عيد الأضحى الضرورية.. وفي أماكن عديدة ومتنوعة، آلات يدوية أو كهربائية تدور طول اليوم لتشحذ مختلف السكاكين المعروضة من قِبل الزبناء لتكون كل مستلزمات الذبح والسلخ والتقطيع جاهزة يوم العيد لتقوم بعملها على أكمل وجه. أما في حوانيت الأسواق، فالباعة لا يكادون يتوقّفون لحظة واحدة عن التعامل مع الزبناء الوافدين بكثرة، وأمام طلباتهم التي لا يعرفون لها نهاية.. الرواج هنا حكر على حاونيت الملابس، والأحذية، والعطور.. أما باقي الحوانيت التي تعرض سلعا لا تشكل أية ضرورة للعيد، فالأمر لديها سيّان، ولا فرق عندها كذلك بين أيام ما قبل العيد وباقي الأيام الأخرى.. أما الأسواق الأسبوعية، فالأغنام تحتلّ أزيد من نصف المساحات الخاصة بهذه الأسواق، إلى درجة أن بعضها احتلّ حتى الشوارع والأماكن العمومية بفعل كثرة الأضاحي لهذا الموسم.. والناس في هذه الأسواق لا يراود بالها شيء، سوى أن تعود إلى منازلها برفقة وافد جديد هو البطل الرئيس ليوم العيد، ألا وهو الخروف. هذه هي الأجواء التي يعيشها الكل قبل يوم العيد، غير أن لكل شخص جوّه الخاص الذي يختلف به عن الآخر. ويمكن تقسيم هؤلاء حسب الفئات العمرية، فالأطفال الصغار ينتظرون حلول العيد بفارغ الصبر، ويعدّون كل دقيقة بشكل تنازلي في انتظاره.. أما الشباب، فلا يكادون يشعرون بشيء مميّز في هذا اليوم السعيد، ويقولون بأن أجمل أيام العيد التي عاشوها هي تلك التي كانت في الطفولة.. أما الكبار، وخاصة الفقراء أو البسطاء، فلا يرون في العيد سوى خسارة عظيمة تعصف بناحيتهم المادية بفعل ما ينفقونه من غال ونفيس على مستلزمات العيد.. ويقولون إن همّنا الكبير ليس في سعادتنا بل في سعادة "الوليدات" بهذا اليوم المبارك. ناظورسيتي أعدّت لكم بالصوت والصورة الروبرطاج التالي عن الأجواء التي يعيشها الناظوريين أياما قبل عيد الأضحى المبارك