جاب موكب كرنفالي ضخم زوال أمس السبت، شارع محمد الزرقطوني وسط كورنيش مدينة الناظور، إحتفالا بحلول اليوم العالمي للبيئة، بمشاركة العديد من الجمعيات الثقافية والفنية والرياضية إلى جانب فعاليات المجتمع المدني وباقي التنظيمات الإجتماعية، وسط أجواء بهيجة تظافرت ضمنها جهود جلّ المكونات المدنية والجمعوية من أجل إطلاق التجربة الأولى من المهرجان الربيعي للبيئة الرامي إلى خلق حملة تحسيسية وتوعوية كبرى بأهمية الحفاظ على البيئة ودورها في السلامة الصحية للمواطنين. وتميز هذا الحفل الكرنفالي بقيام بعض الجمعيات والفرق المشاركة بتقديم أنشطة مختلفة وإستعرضات فنية بهيجة، حيث جسّد خلالها تلامذة مؤسسة الرسالة للتعليم الخصوصي بإعتبارها أحد الشركاء الداعمين لجمعية يُسر للتضامن والتنمية المستدامة المُنظمة للمهرجان، لوحات تعبيرية تمحورت مواضيعها حول البيئة، كالشجرة والنباتات والخضر والفواكه وغيرها، كما قامت فرق إستعراضية غنائية بإبهار المتفرجين بعروضها القيمة، حيث قرعت الطبول على إيقاع أنغام صاخبة شدّت الأنظار. وبالموازاة مع موكب الكرنفال، أُقامت جمعية يُسر المنظمة للمهرجان الربيعي الأول للبيئة، بشراكة مع مؤسسة دار الأم للتربية والتكوين، وجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، ومؤسسة الرسالة للتعليم الخصوصي، وباقي التنظيمات المدنية وغيرها من الفعاليات الجمعوية والرياضية، وبدعم من مندوبية الشبيبة والرياضة ومندوبية مصالح المياه والغابات ومندوبية الصناعة التقليدية، معرضاً ثفاقياً وفنياً وتوعوياً، عرضت أروقته مجموعة من اللوحات التشكيلية والأعمال اليدوية التي جرى صنعها بإستخدام بعض المواد التي يُلقى بها عادةً في حاوية القمامة، كالبلاستيك والكارطون والزجاج وغيره، لتتخذ أشكال إبداعية، إضافة إلى رواق الصور الفوتوغرافية التي عرضتها جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض حول البيئة، فضلا عن رواق الحرفيين الذين أظهروا أعمالا بارعة ذات صلة بموضوع البيئة، إلى جانب ورشة تكوينية في فنّ السيراميك والخطوط العربية. وحسب التصريحات التي إستقتها ناظورسيتي من المنظمين والمشاركين، فإن المهرجان الربيعي للبيئة هو الأول من نوعه بإقليم الناظور والجهة الشرقية عموماً، إذ لم يسبق لشرق المملكة أن عرفت تظاهرة مماثلة تُعنى بشؤون البيئة بالمنطقة، وأن الدوافع التي جعلت المنظمين يفكرون في حملة تحسيسية كبرى تروم إشاعة ثقافة الحفاظ على البيئة سليمة ونظيفة، تكمن أساسا في كون في ما تعرفه مدينة الناظور من كثرة الأزبال والقمامة المتراكمة وسط أرجائها وفي كل شارع وزقاق من شوارعها وأزقتها، قبل أن يضيف أن الحالة التي آلت إليها البيئة بالمنطقة خصوصا وسط المركز الحضري، هو محركنا الأساس نحو إتخاذ المبادرة التي نتوخى من ورائها تحسيس العموم بدور المحيط النقيّ في القيمة الصحية للمواطنين.