هي الحرب في مستوياتها الثلاث وإن كانت صامتة، حرب ثقافية يحاول فيها النظام إستئصال ثقافة الإلتئام والتضامن وثقافة المقاومة من الجذور، وحرب إقتصادية تنخر خيرات وطننا لتراكم الأرباح على حساب العمال،وحرب سياسية تقمع وتسجن وتغتال إن إضطرت لذلك كل صوت تقدمي ثوري. يوسف الصديق بن يعقوب فضل السجن على ما دعته إليه إمرأة العزيز فقال ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه )..ويوسف إبن الريف بن محمد فضل اليوم الموت من داخل زنزانته بدخوله في إضراب عن الطعام وقال (أن أستشهد معتقلا أحب إلي من أن أخرج خائنا )...في زمن، الكل يخاف من الكل والكل يتربص بالكل والكل يحلم بأن ينتقم من الكل والكل الأخير ثورة. "يوسف أرقايد"، إبن الريف الذي لم يختر المنفى الإرادي نحو مدن الشمال أو عاصمة من عواصم الأضواء بأوروبا خوفا على حياته، ولم يختر الإنحناء ولا المساومة بل هو من إختار عن ملئ إرادته طريق المقاومة، نظرا لقناعاته التقدمية انخرط في نضالات الإتحاد الوطني لطلبة المغرب منتميا بكل مبدئية لفصيل الطلبة القاعديين، والإنتماء لفصيل الطلبة القاعديين في هدا الوطن يعد جريمة.فالنظام يحاسب على النوايا إن كانت ثورية ، وهو ما لا يحاسب عليه في أي قانون مما يدل على أن بلادنا لا تسير بالقوانين بل بالإستثتاءات. "يوسف أرقايد" بركان غضب وحقيقة مظلوم، يصدح صوته ملئ السماء، يوسف وسيرا على درب الشهداء بركان سيكسر الحصار والجدار بصموده والنصر حليفه شئتم أم أبيتم،أن الطغاة غالبا ما يحفرون قبورهم بإنتاج الغضب العارم المتفجر لضحايا البطش والاستغلال والتنكيل ،تعلموا أن القيود لن تثنيه على مواصلة دربه .هو الدي إختار طريق الدفاع عن المغاربة المظلومين المسحوقين الدين أنتجتهم سياساتكم اللاوطنية الإقصائية سياساتكم الطبقية.. بأي تهمة ستحاكمون "يوسفي "؟ الطالب المجد ، الذي أعتقل يوم الإثنين الأسود 22 دجنبر 2014 بعد التدخل الوحشي لأجهزة القمع الطبقية بشتى تلاوينها في حق طلبة عزل وما ذنبهم الوحيد أنهم قالوا لا لعسكرة الجامعة،حيث تم الهجوم على الطلبة بالقنابل المسيلة للدموع والدهس بالسيارات وكان من بين الضحايا رفيقنا الغالي _يوسف ارقايد_ الذي تم دهسه بسيارة بوليسية (سطافيت ) مما سبب له جروح خطيرة على مستوى الرأس، وفي حين كان ينتظر أن يتلقى العلاج بمستشفى الفرابي بوجدة تفاجئ والبوليس السري والعلني يقتادونه إلى مخفرهم اللعين. هكذا والحمد لله في بلادنا، عوض أن تقوم الدولة بتقديم العلاج والتطبيب للمواطنين تقدم لهم الزنازن. يوسف طالب معتقل مند أزيد من خمسة أشهر رفقة أربعة طلبة أخرين وكل مرة يتم تأجيل محاكمة الرفيق، لأنه لم تثبت ضده أي جريمة. أن تكون طالبا وتخرج من باب الكلية في ظل فوضى عارمة وتدهسك سيارة البوليس تكون قد إقترفت جريمة ؟ أم أن البوليس إقترف جريمة إستغلال السلطة ودهس مواطن عن قصد ؟ وجريمة أخرى هي حرمان الطالب من متابعة الدراسة حتى بزنزانته ؟. نعرف جميعا ما يعانيه المعتقلين السياسيين من داخل زنازن، بداية بإيداعهم رفقة سجناء الحق العام، وحرمانهم من متابعة الدراسة وحتى من قراءة الكتب والجرائد أحيانا، وحرمانهم من التطبيب. بالإضافة إلى كل هدا أي ما يعانيه المعتقلين السياسيين عامة والرفيق الغالي خاصة، معاناة والدته (أم يوسف أرقايد) التي أغمي عليها فور سماعها خبر إعتقال إبنها بوجدة وهي البعيدة منه بالحسيمة، أيضا معاناة والده الذي يعمل موظفا بسيطا وعوض أن يوفر مصاريف المشرب و المأكل للأسرة، صار يوفر كل دخله لزيارة إبنه أكثر من أربع مرات في الشهر متنقلا من الحسيمة مرورا على الناضور إلى سجن وجدة. وبعد كل هذا، وفي خطوة نضالية تصعيدية بعد سياسة التسويف التي تنهجها الجهات الوصية مع قضية رفيقنا يوسف أرقايد والدي أعتقل مند ما يزيد عن خمسة أشهر دون محاكمة ، أعلن بالأمس عن دخوله في إضراب عن الطعام مفتوح على كل الإحتمالات. أستتأملون إحتراقي بمتعة ؟ يقول..