تتدحرج الذكرى بين زوايا العتمة، وخواطر البوح وتباريح السفر...، لا الدمع يكفي ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقيد، ولا التوقف عند محطات الرفاق يجلب شيئا من السلوى، للموت جلال أيها الراحلون ولنا بعدكم انتظار في محطات قد تطول وقد تقصر. للموت جلال أيها الراحلون كما له مرارة وألم وشعور بالغ بالفقدان، وحدنا من تمتد بنا الحياة نبكيكم ونذرف الدمع في وداعكم، ونشيعكم لمثواكم الأخير ونحن لا نكاد نصدق اننا لن نراكم بعد اليوم. لن يجادل اثنين على أن الموت حق، وهي بذاتها نهاية منطقية لحياة أي كان، لكن ميزة الانسان قياسا للكائنات الاخرى أن له ذاكرة، وها هي الذاكرة تعود بي إلى الوراء عندما اشتغلت معك جنبا الى جنب، في قطاع الصحة، انت من تحمل فيه مجموعة من المسؤوليات كنت اهلا لها، عرفتك عن قرب وكنت شاهدا على الخدمات الإنسانية التي قدمتها، والمجهودات التي قمت بها خدمة لهذه المدينة وهذا الوطن، والذي كنت تعبر في كل مناسبة عن حبك وتشبثك بمقدساته، كنت شاهدا على طيبوبتك وحنيتك وتعاملك الحسن مع الزملاء والغرباء، كما كنت شاهدا على مواقفك الشجاعة والجريئة، ولم أستغرب أن تجمع فيك كل الخصال الحميدة، كيف لا وأنت ابن عائلة مقاومة ومجاهدة معروفة في المنطقة، دافعت بالغالي والنفيس على هذا الوطن وعلى هذه الأرض. صديقي عمر الموساوي، ودعناك بقلب حزين وبدموع حارقة، بكيناك وفي الحقيقة بكينا أنفسنا لأنك تركتنا ورحلت وسيبقى مكانك خالدا في قلوبنا، مضيت في صمت وفي احيان كثيرة الصمت يليق بوداع العظماء، وداعا أيها الصديق ايها الرفيق أيها الأخ عمر الموساوي وداعا وداعا وداعا... وتعازينا الحارة لعائلتك وان لله وان اليه راجعون