في المقهى الصّغير كنّا كالعصافير نطير تراقصني الكلمات و تسلمني لقبل السّحاب و تتبلّل يدي في يديك و تمطر و تسقط الورقة و يوقدني نشيد شفتيك أنا ما عرفت وجهي و لا عرفني صوتي أضع السكر في قهوتنا و تضحك الرّغوة من رعشتنا و في طاولتنا يسقي الماء الحدائق المهملة و يؤنس دمعتي و دمعتك كنت كطفل و كنت الوطن و القصيدة تكنسين الوجع العتيق و تحفظني عيناك يا سيّدة البوح و الحنين من كذب الطريق و فجّ المتعبين..... لماذا رحلت يا سيدة التّكوين؟ أهديتني الكتاب حافلا كان بالعطر و الخيول ووهبت خطاك للطريق كنت تشفقين على جسدي الرميم و ينضمّ كفّك الى كفّي و ينتخبان يمّا و عصيرا عند الوداع ياسيّدة الكيان افتقدت القلب و عدت الى الشارع الحزين.... أحبّك.... قال الطريق و ما جفّ الماء من كفّي و غنّت معي أتسمعين؟ مواويل العائدين سلام سلام و دمع و دمع حتى تنام المدينة في ماء يدينا و لا يبكي الشارع كما بكينا..