بعد أن راهنت جمعيات وفعاليات مدنية وفنية وثقافية على إنشاء رواق الفنون بمدينة الناظور كمشروع سيساهم في تعزيز وجود البنيات التحتية والفضاءات الفنية والثقافية بالمدينة، بموقعه المميز وأهميته كمعلمة كان من المفترض أن تكون مفخرة للمدينة، أكد ما عاينه على أرض الواقع أن هذا المشروع، الذي كان قد تقدمت فيه أشغال البناء بنسبة حوالي 50%، بات من المؤكد أنه لن يرى النور، بعد أن انصرم على التاريخ المقرر لإنهاء الأشغال به، مدة سنة و8 أشهر. والأكثر من ذلك، فقد تم رصد عملية هدم – من خلال آليات وجلاافة- تتم على مستوى البناية وما تم إنجازه لحد الآن. هذا الأمر أصبح يطرح الكثير من التساؤلات المتعلقة بمدى وجود قرار أو خطوة للتراجع عن إنجاز هذا المشروع في غياب أية توضيحات وتعليلات، وهل يتعلق الأمر بمجرد إعادة النظر في تصميم رواق الفنون والمكتبة المتعددة الوسائط. إضافة إلى التساؤل المتعلق بأسباب تأخر إكمال أشغال إنشاء هذا المشروع، في غياب اهتمام ورعاية خاصة للشأن الفني والثقافي. وهل الأمر يتعلق بإعادة النظر في ظروف البناء السليم، أم هل تراجع عن المشروع ككل؟ أم أن الأمر يتعلق بإنجاز خبرة كشفت اختلال في عملية البناء؟ وهي الأسئلة التي كنا قد طرحنا بعضاً منها مباشرة بعد أن انتبهنا لوجود أشغال هدم تتم على مستوى ذات المرفق المعَلَّق؟ تجدر الإشارة إلى أن بنية هذا مشروع رواق الفنون والمكتبة بالناظور تتمون من فضائين خاصيّن كمكان لتنظيم الورشات، وقاعتين للعروض، ومكتبين، وقاعات للقراءة والمطالعة وأخرى متعددة الوسائط. فضلا عن قاعة للاجتماعات ومستودع ومرافق صحية، ويوجد على مساحة حوالي 1050 كلم مربع. فيما تصل تكلفته المادية ما يناهز 5,4 مليون درهم، وكل الشمروع الذي نتمنى ألاّ يكون مصيره أشبه بمشاريع أخرى لم ترى النور لحد الآن، وقد طال انتظارها من طرف ساكنة الناظور.