يبدو أن كل قاعدة في المدن الأخرى تصير استثناءً بالناظور. كما يبدو أن تعاقب السنوات وتوالي الأيام لا يعني بالنسبة لهذه المدبنة سوى التراجع خطوات إلى الخلف، بدل السير والتقدم نحو الأمام على جميع المستويات، حتى تتبلور أكثر فرص وإمكانيات النهوض والبناء. ورغم محدودية البنيات التحية الثقافية والشبابية، ومنها غياب دور الشباب والثقافة وقاعات السينما والمسرح، وكذا غياب الفضاءات الفنية وفضاءات العروض...، وهو مطلب الإطارات المدنية والجمعوية والشبابية والفنية التي ما فتئت تطالب المسؤولين بضرورة الاهتمام بالشأن الثقافي والفني والرياضي كمجالات وقطاعات حيوية، رغم كل ذلك، استبشرت مجموعة من الفعاليات بمشروع اندرج ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعمالة إقليمالناظور، وهو مشروع يتعلق بإحداث رواق للفنون ومكتبة بمدينة الناظور، والذي انطلقت به الأشغال منذ حوالي 3 سنوات بجوار مدرسة الجاحظ ومسجد محمد السادس على الطريق المتجهة صوب محطة القطار الرئيسية. وإذا كان هذا المشروع سيساهم في تعزيز البنيات والفضاءات الفنية والثقافية بالمدينة، بموقعه المميز وأهميته كمعلمة كان من المفترض أن تكون مفخرة للمدينة، فإن الواقع يشير إلى أن هذا المشروع، الذي كان قد تقدمت فيه أشغال البناء بنسبة حوالي 50%، بات من المؤكد أنه لن يرى النور بعد أن انصرم على التاريخ المقرر لإنهاء الأشغال مدة سنة و8 أشهر. والأكثر من ذلك، فقد تم رصد عملية هدم تتم على مستوى البناية وما تم بناءه لحد الآن. هذا الأمر أصبح يطرح الكثير من التساؤلات المتعلقة بمدى وجود قرار أو خطوة للتراجع عن إنجاز هذا المشروع. وهل يتعلق الأمر بمجرد إعادة النظر في تصميم رواق الفنون والمكتبة المتعددة الوسائط. إضافة إلى التساؤل المتعلق بأسباب تأخر إكمال أشغال إنشاء هذا المشروع، في غياب اهتمام ورعاية خاصة للشأن الفني والثقافي. وهل الأمر يتعلق بإعادة النظر في ظروف البناء السليم، أم هل تراجع عن المشروع ككل. ووفق ما توصلنا إليه من معطيات من عين المكان، فتتكون بنية مشروع رواق الفنون والمكتبة بالناظور من فضائين خاصيّن كمكان لتنظيم الورشات، وقاعتين للعروض، ومكتبين، وقاعات للقراءة والمطالعة وأخرى متعددة الوسائط. فضلا عن قاعة للاجتماعات ومستودع ومرافق صحية، ويوجد على مساحة حوالي 1050 كلم مربع. فيما تصل تكلفته المادية ما يناهز 5,4 مليون درهم، وكل الشمروع الذي نتمنى ألاّ يكون مصيره أشبه بمشاريع أخرى لم ترى النور لحد الآن، وقد طال انتظارها من طرف ساكنة الناظور.