- لاقيمة لأي مقال أو إبداع لاينتشلك من سأم المألوف ،ولا يخرجك عن روح المفارقة والادهاش ،فأقذف به.. من أول نافذة تصادفك.. هي نصيحتي الغالية - (1) عظمة الكاتب اوالشاعرأوالمثقف أوالصحفي عموما تتلخص اساسا بالنسبة لي: في كيفية تحليقه عاليا خارج السرب. بعيدا عن تقمص معاطف الاخرين. أن لايكترث كثيرا للضوضاء، أو بقع الضوء الشاحبة امامه. أن يفكر ويبدع دوما بصوت مرتفع داخل مجتمعه، أو قليلا بعض الشيء، ورغم كل حصارممكن. ليس بالضرورة القصوىان يتفق معه الاخرون. فالجميل في تمرد الكاتب هذا، وشغب الشاعرذاك،أن يجازف المثقف والمبدع كثيرا وهو يدرك أنه سيؤدي ثمنا باهظا...( عداوات لاحصر لها ) (وظلم ذوي القربى)؟،( فقدان امتيازات شتى ألخ...)وهو يمضي قدما من أجل أهدافه السامية ،التي تعبر عن الضمير الجمعي ( نحن ) .يبحر وحيدا..متأبطا أحلامه الطيبة وبوصلته لاتفارقه. يبحث عن معنى عميق لوجوده عن أهداف شامخة يكرس حياته من أجلها ,وإن ضحى بالغالي والنفيس. أن يصيح ملء صوته ( أنا أبدع أنا أكتب أنا موجود؟؟) وبمنتهى الآصرار وسيزيفية التحدي. هذا هوالكاتب الحق الذي نحتاجه في عالمنا الان. هو دائما صاحب قضية عادلة ، صاحب رؤيا ، قريب من نبض الشارع، عميق في إنصاته للالام الناس ، وقريب جدا من أحلام البسطاء من الشعب. مهما حاولت الان أن تعدهم ،أو أن تبحث عن عناوينهم، أوتتمنى مصادفتهم ولقياهم، فلن تظفر بشيء. لقد أصبحوا بمثابة عملة صعبة ، أو من أنفس الذكريات. بل أكاد اجزم أنهم قد اصبحوا في حكم المنقرظين مثلما هو حال الديناصورات. مع استثناءات نادرة ونادرة جدا. (2) أنا أكتب .. أنا حر حر ما زلت لم أنس ، شاعرا رائعا . كان دوما يخطو فوق قلبي بلا استئذان حين أتصفح معاني شعره, بأبياته المائية المتدفقة فتكاد تجرفني عبر وديان جنونه الممتع . ما زلت أتذكر مقولته المشهورة – لم أعد شاعرا ،لأني لم أعد مجنونا – شكرا يا رامبو، أثلجت صدري بعبارتك هاته ، فكل إبداع لايتجاوز عتبات المألوف ، ولايكسرأنماط الموجود والسائد ، فهو إبداع لاقيمة له ولاسلطان .الشاعر والكاتب الذي لايهوى المخاطرة والمجازفة بكل شيء من أجل مبدأ ، أو من أجل حبيبة فهو مبدع فاشل وعاشق بامتياز . وكل من لايتجاوز الخطوط الحمراء ، ومنطق الأشياء ، ولا يثير ثورة جدال وقمم أفكار وزوابع تمرد لن يسطع نجمه ولو عاش ومكث في زحل أو قرب المشتري قرونا ؟.على المبدع الإخلاص التام لثورات الداخل ، أن يقيس أشرعة أفكاره كلما حل به ذهول الآفكار الجديدة ، وفورانها الذي لاتخطر على البال . ويكون على الدوام قاب قوسين أو أدني من احلامه الشامخة، لايهاب اشواك الطريق ، أو شراك المرحلة ، أو عسس اصحاب الحال. أو أية محاكم تفتيش تحصي أنفاسه ، أو أحلامه مهما كانت بريئة ، في معانيها النبيلة والسامية. (3) نريد تكريم الأحياء أولا.. لا الأموات.؟؟ أنا ضد تكريم مبدعيينا وفنانيا الأموات – الذين شبعوا موتا -؟؟ ولكن أنا مع تكريم الأحياء – وما أكثرهم وأطال الله في أعمارهم - وفي الحياة . فيكفي أن أغمض عيني وينتهي ا لعالم وينتهي كل شي ء . تلك هي فلسفتي الخاصة ، أوسمة العالم اجمع لاتساوي خفقة نبض من حياة . ومن جانب آخر ، وكأن المبدع والكاتب والفنان المغربي يسترد إنسانيته إلا بعد تسلمنا –شهادة وفاته – أي عبث وكوارث هاته في عالمناهذا الذي يابى أن يتجه نحو احترام كرامة وقدسية المبدع ، وتلك لبنة أولى نحو صحوة حقيقية لشعوبنا المقهورة والمغلوبة عاى أمرها .. مازلت متأثرا لشاعر اسودت الحياة في وجهه ، وكشر القدر انيابه له ، فلم يجد بدا من إعلان بيع إحدى كليته ؟؟؟؟ وجه فاضح لمأساة مبدعيينا شرقا وغربا ، وإدانه صارخة لهذه المجتمعات الخرافية الرسمية منها بالأخص .فأوقفوا رجاء هذا العبث ، الذي كاد أن يصبح قدرنا جميعا ..؟؟ (4) قبل أن لا أنسى.... حين أموت ..لاأريد أن تزينوا صدري بأطنان من اليانشين المزركشة، ولا أوسمة من صنف درجة أولى ومرصعة بالذهب الخالص. يسيل لها لعاب اللاهثين...وما أكثرهم. ولا أن تسهبوا قرب قبري وتكيلوا لي المدائح مثلما كان يفعل السلف الصالح من الشعراء وفحول المعلقات. ولا ان تذرفوا مزيدا من دموع التماسيح أو الثعالب لافرق؟ وأنتم تجهرون بالدعاء الخالص والمنافق من أجلي..والشاعر والكاتب بداخلي. ولا أريد مزيدا الألقاب المجلجلة التي لها فعل السحر؟؟؟. ولا أن تكتبوا في صدر الصفحة الأولى عن مزاياي العظيمة أوالوضيعة،ومحاسني الأخرى التي لا اعرفها. فشكرا لكل الكتاب والشعراء الذين لم يبيعوا أرواحهم للشيطان بعد. الذين يكافحون في صمت بطولي وهم يجهرون بصوت الحقيقة العارية ، مهما كانت قاتمة. يصنعون بلا خوف اقدارهم ولا أحد غيرهم .. وكانوا دوما قرب احلامهم ، ووهبوا حياتهم من أجل إسعاد الاخرين ...وأبدعوا في كل شيء وفي دنيا الحياة نفسه. والأجمل من كل شيء علمونا نعمة ان لا نيأس ، أن لا ننحني بسهولة. شكرا لكم وشكرا من القلب الشامخ. ---------------- يرحب الكاتب بكل الأراء و الأفكار وبصدر رحب. ومهما كانت مختلفة ،فاختلاف الرأي لايفسد للود قضية صفحة الكاتب على الفيسبوك www.facebook.com/hajjout.bouziane