أطلّ الفنان إسماعيل بلعوش على جمهوره العريض إبّان مطلع العام الجديد، بأغنية ملتزمة عن خير البرية اِختار لها عنوان "رسول الله"، في تجربة متميزة وفريدة يخوض خلالها لأول مرة غمار الأداء باللغة العربية. وخلافاً لما اِعتاده جمهوره الواسع المُمتد إلى خارج حدود المغرب حيث أبناء الجالية المقيمة بديار المهجر، المتتبع لإطلالاته الفنية في فنّ الإنشاد والأغاني الهادفة ذات الرسائل الأخلاقية، عَمد المنشد إسماعيل بلعوش إلى نهج اختياراتٍ أخرى إغناءً لمسيرته الفنية وتوسيعاً لتجربته بهدف تتويج مساره الفنيّ برصيد حافل. ومعروفٌ عن الفنان إسماعيل بلعوش الذي حفر إسمه بكل عصامية كواحدٍ من الشباب الذين حققوا اِنتشاراً كالنار في الهشيم، هوسه بالإبداع والنبش والابتكار الموسيقي في مجال فنّ الإنشاد، إذ أفلح في عددٍ من أعماله الفنية بالإتيان بكلّ ما هو جديد، محاولاً بذلك إخراج فنّ المديح الغارق في شرنقة التقليدانية والألوان القديمة المُكرّسة من قِبل أغلب المنشدين القدامى والجدد، إلى فنّ يواكب روح العصر بما يليق بشتّى الأذواق، بحث عمل جاهداً على عصرنته وكذا تطويره شكلاً ومضموناً دونما الإخلال بجوهره والتفريط في أساسياته التي يقوم عليها، داخل الريف على الأقل. وتِبعاً للعديد من المنتجين أًصحاب شركات الإنتاج الفني بالناظور وأهل الفنّ والمغنى، يرجع لإسماعيل بلعوش الفضل في إدخال فنّ "الإنشاد" بالريفية إلى الرصيد الفني للمنطقة والريف عموما، إذ يُعدّ في هذا المجال صاحب "السبق" والمُتربع على مركز الصدارة بلا مضاهاة وفق إيرادات أشرطته المعروضة، رغم بروز عددٍ من الأصوات لاحقاً تُحاكي ذات تجربته كنسخٍ كاربونية طبق الأصل، غير أن بلعوش هو "الأصل والباقي تقليد". وجدير ذكره أن إسماعيل بلعوش يجري كلّ سنة عدّة خرجات فنية مطوّلة يطوف خلالها بلدان القارة العجوز بدعوة من شركات إنتاج كبرى لإحياء سهراتٍ تقام خصيصاً للجالية المقيمة بالخارج، سواءً تلك التي يُحييها بمفرده على شرف محبيه، أو تلك التي يُشارك فيها إلى جانب فنانين كبار مغاربة أو آخرين ذي صيت عالمي.