عبد الكريم هرواش، رامية نجيمة، ونجاة قيشو، وحنان قروع سفراء الإبداع الشبابي الذين مثلوا مدينة الناظور في الملتقى الأول للمبدعين الشباب الذي نظمته جمعية "رهانات للفن والثقافة" بمدينة وجدة يوم السبت 22 نونبر. وقد افتتح الملتقى بآيات من الذكر الحكيم، تلاها مقرئ شاب هو الطالب أحمد بنطاهر، ثم سلمت الكلمة لنائبة رئيس الجمعية جميلة الرحماني التي تحدثت عن سيرة الجمعية وصولا إلى هذا الملتقى. وقبل أن يبدأ صوت الإبداع استمتعنا بوصلة غنائية لثنائي من مجموعة les passagers، عزف على القيثارة وصوت ملائكي حلق بنا في السماء، حينها أدركت أننا بالفعل نعيش لحظات حلم ولحظات خيال، ليستمر التحليق مع جمال الشعر والقصة وما تخلله من وصلات موسيقية، وبذلك كانت حصيلة الملتقى أربع جلسات إبداعية؛ اثنتان شعريتان، واثنتان قصصيتان بالتناوب، تخللتها وصلات موسيقية لشباب من مدينة وجدة، بعزف منفرد تارة، وثنائي تارة أخرى، وبغناء فردي تارة وثنائي تارة أخرى، وبأغاني غربية وعربية، قديمة وجديدة، بالعربية والفرنسية والانجليزية واللهجة المحلية، تناوب عليه كل من سكينة بويبلا، وفدوى أيت بنباري، والملاك وسيمة الرمضاني، ومرافقها على القيثار محمد الحيوني. في مجال الشعر استمتعنا بطبق متنوع على مستوى لغة الكتابة وطريقة النظم وأسلوب الأداء والقراءة؛ من شعر تقليدي بأوزانه الصافية، وقوافيه المتتالية، ومعانيه القوية، شعر فخري حماسي يرفض البكاء على الماضي، ويستنهض الهمم، ينحني أمامه عمرو بن كلثوم وجبابرة بني تغلب، ويجعل عنترة يطمئن على بني عبس إن هم دخلوا في حماية قائله. شعر غزلي يطرق معاني أغفلها عمر بن أبي ربيعة، وفشل في صياغتها الأحوص. شعر فيه وقوف على أطلال الذاكرة وبكاء على الطفولة، في محاكاة لبكاء الأطلال، لكنه أرق وأعذب. وبهذه المعاني والأشكال صدح عبد الغفور العوداتي، وسفيان نوري، ومحمد النابت، وأحمد لحمر، وأحمد الرحاوي. كما استمتعنا بقصائد حرة تفعيلية ونثرية، تمحورت في مجملها حول الذات وانشغالاتها، وفي علاقاتها بالطرف الآخر رجلا كان أم امرأة، قصائد تضاهي في بنائها ومضمونها القصائد التفعيلية التي تربى عليها ذوقنا وتذوقنا للشعر الحديث، أما على مستوى الأداء فقد لمسنا ارتعاشات يد نزار وترددات صوت درويش وحشرجته، وكأننا أمام رواد القصيدة العربية الحديثة على مستوى البناء والإيقاع واللغة والمعنى والأداء، فكان اللقاء مع أصوات شبابية بدأت تشق طريقها في سماء الإبداع الشعري، فاستمعنا لأحمد زالغ، وعمر محموسة، وحنان قروع، وبثينة لزعر، وكنزة أفقير. ولم يقتصر التنوع على أشكال الكتابة الشعرية وتوجهاتها، بل شمل كذلك لغة الكتابة، حيث حضرت لغة "موليير" في شخص الشاب إدريس الفاتح الذي يكتب الشعر بالفرنسية، كما حضرت لغة "شكسبير" مجسدة في الشابة دعاء الصراف التي أتحفت الحضور بثلاث قصائد بالانجليزية. أما على مستوى السرد، فقد تنوع بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا من ناحية التجنيس، كما تنوعت أساليب الكتابة القصصية لدى المشاركين الشباب، بين سرد متسلسل تتوالى أحداثه ممسكة بانتباه المتلقي إلى النهاية، وبين سرد تداخلت أحداثه وتشابكت لتجعل المتلقي يبذل قصارى جهده ليمسك برأس خيط الحكاية، فتوالت أصوات سردية شابة شدت انتباه الحاضرين في الجلستين القصصيتين معا: حمزة بلعيش، نجاة قيشو، عبد الكريم هرواش، رامية نجيمة، هناء حموتي، سلمى وعمرو، ندى الحجاري، ربيعة أزمور، أحمد الحياني. وفي ختام الحفل تم توزيع شهادات تقديرية على المشاركين والموسيقيين ومسير اللقاء من طرف أعضاء جمعية "رهانات"، حيث توالى على المنصة كل من الطيب هلو، وفؤاد عفاني، ودنيا الشدادي، ونورالدين الفيلالي، ومريم لحلو، وبوعلام الدخيسي، ومحمد الدخيسي، ليسلموا الشهادات، ويأخذوا صورا تذكارية مع الشباب المشاركين.