بعدما أشار مقال سابق، نشره موقع "ناظورسيتي"،أنه من المنتظر أن تأتي الأيام القادمة بمستجدات أخرى ذات صلة بحركة الأوطونوميا للريف، وأن الرأي العام ينتظر خطوات باقي مناضلي تنظيم الحكم الذاتي، لاسيما بعد قرار إقالة يوسف راشيدي من الحركة من أجل الحكم الذاتي للريف والذي أثار جدلا إعلاميا، توصل موقع "ناظورسيتي" برسالة جديدة من الناشط بوسحاح محمادي، نائب المنسق العام والمكلف بالتنسيق ببلجيكا، يعلن فيها استقالته من التنظيم المذكور. محمادي بوسحاح، العضو السابق في المكتب السياسي للحركة، قال في رسالة رده عن استفسار "ناظورسيتي"، أنه ومع كل احتراماته لبعض الأشخاص داخل المكتب السياسي، "أُعلن بكل صراحة وبكل جرأة أنني لا أستطيع الاستمرار في تحمل مسؤوليتي داخل مكتب يتحكم في تسييره مابين أربعة إلى خمسة أشخاص في اجتماعات يتم حسم قراراتها وراء كواليس الفايسبوك، مع العلم أن المكتب السياسي يتكون من 15 فردا. بالإضافة إلى عوامل أخرى سيتم الإعلان عنها لاحقا"، مضيفا: " ومن أجل ضمان استمرارية الحركة وعدم التسبب في موتها، أنادي جميع أعضاء المكتب السياسي إلى عقد اجتماع طارئ في الريف لتصحيح هذا الخلل التنظيمي إلى حين عقد المؤتمر التأسيسي للحركة". محمادي بوسحاح، وعبر رسالة بيان استقالته من الحركة المذكورة التي توصلنا بنسخة منها، أكد أن الحركة تهيمن على مكتبه السياسي المؤقت جماعة من "المراهقين المتشددين المتشبعين بالأفكار الراديكالية والنزعة الانفصالية"، وهنا – يضيف العضو المستقيل- أحمل كامل المسؤولية للمنسق العام الجديد الذي ساهم بشكل مباشر في تشجيع هذا التيار داخل الحركة. كما أعلن عن عدم موافقتي على بعض المصطلحات مثل "الشعب الريفي" الواردة في البيان الأخير الذي أصدره بعض أعضاء المكتب السياسي المؤقت . إلى ذلك، فقد أعلن في وقت سابق عن أسماء اللجنة التحضيرية لجمعية الحكم الذاتي بالريف، والتي تضم مجموعة من الفعاليات ستعمل على الإعداد للجمع العام وإعداد الوثائق اللازمة في أفق انعقاد الجمع العام التأسيسي لها. ومن بين الأسماء التي تضمنتها اللائحة الأولية لأعضاء هذه اللجنة التحضيرية، يوسف رشيدي، سليمان بلغربي، محمد الإدريسي، سعيد فنيش، محمادي بوصحاح، فكري بنعلي، محمد موحا... إضافة إلى أسماء أخرى من الملتحقين الجدد بالإطار المذكور سابقا. من جانب آخر، اعتبرت حركة الحكم الذاتي للريف في خضم هذه التطورات، أنها متشبثة بتصورها ومبادئها الضامنة لاستقلاليتها عن أي تيار سياسي لا ريفي أو مستحدث لتكريس وتعميق المقاربات المركزية بواسطة قوى النيو- مخزنية. كما أكدت عزمها مواصلة النضال بكل الوسائل الممكنة والسبل المتاحة الكفيلة بتمتيع الريف بنظام الحكم الذاتي، والمضي في معانقة الهم الجمعي الريفي عبر تخليق تصور شامل مجابه للتطرف واستمرارنا في بناء الفعل السياسي الريفي المستقل عن أجندات المركزية عبر السير في بناء تنظيم سياسي يجمع كل المؤمنين بخيار الحكم الذاتي للريف كوسيلة لاسترجاع الثقة السياسية بين أبناء الشعب الريفي . في ذات السّياق، أكد البلاغ الأخير تشكيل لجنة القوانين والنظم الاستراتيجية ولجنة الوثائق السياسية، أنيطت بهما مهمة تهييئ أرضية إستراتيجية من شأنها تخليق الفضاء السياسي الريفي، مع التأكيد على الإصرار على عقد المؤتمر السياسي للحركة صيف 2015.