نقص المناعة المكتسب ، الإيدز أو السيدا هو مرض يؤدي إلى التذمر التدريجي للمناعة المكتسبة في جسم الإنسان ، و ينتج عنه إنهيار جهاز المناعة ليصبح المريض عرضة للإصابة بشتى الأمراض الإنتهازية و السرطانية النادرة التي يمكن أن يتغلب علييها الجسم السليم بسهولة ، و قد تم تشخيص المرض في بداية الثمانينيات بين المثليين و متاطي المخدرات الذين يتشاركون في الحقن الغير المعقمة أثناء تعاطيهم للمخدرات ، و المرض أصبح عالميا و لم يسلم منه حتى الرجال و النساء و الأطفال نتيجة إنتقال العدوى و قد اكد لنا مصدر جيد الإطلاع على الأمور من داخل المستشفى الإقليمي بالناظور أنه خلال السنة المنصرمة 2009 تم تسجيل 67 حالة إصابة شخصت بالمستشفى و ما خفي كان أعظم ، و أن الأسباب الرئيسية لإصابة جل الحالات المسجلة تعود إلى اللقاحات الجنسية أي العلاقات الجنسية الغير المشروعة و الغير المحمية و أمام هذه الأحصائيات الشبه الرسمية ، فالمدينة و ساكنتها أضحت مهددة بإستفحال هذا المرض بكثة ، مما حذى بالوزارة الوصية على تجهيز المستشفى الإقليمي بالناظور بأربعة أجهزة متطورة قصد الوقوف على الحالات الأخرى المتبقية بغية وضع حد لإنتشار الوباء حسب نفس المصدر فالإكتفاء بنشر الثقافة الجنسية على طلبة المدارس و توزيع العوازل الطبية و الواقيات ليس كافيا على الإطلاق لوقف إنتشار الوباء بل هو من الآثار السلبية ، حيث يتم إقناع المراهقين بأن السبل أصبحت آمنة لتحصيل المناعة دون خوف من الأمر ، و الجنس أشبه بالماء المالح لا يزيد شاربه إلا عطشا أما هذه الأرقام المخيفة أضحى من الواجب أن تتحرك قوى المجتمع المدني و الرسمي بالناظور قصد إتخاذ خطوات جريئة للحد من إنتشار الوباء ، ووقف العبث المتمثل في إباحة كل ما من شأنه أن يساهم في إنتشاره و على رأسها محاربة الفساد ، و جدير ذكره أن هذه الإحصائيات مرشحة للإرتفاع لأن حالات كثيرة مكتوم عليها و لم تتناولها ، فالرقم الذي تقدمه الإحصائيات كما يؤكد ناشط جمعوي بهذا المجال أنه لا يزال أقل من المعدل الحقيقي بأكثر من مائة مرَّة على أقل تقدير ، فقد تم التعرف على بعض الحالات صدفة لدى بعض العيادات و المصحات الخاصة ، و منهم من يتجول و يختلط بالمجتمع ، كما أن السجن المحلي بالناظور يعرف أزيد من ثلاث حالات إصابة ، حتى أن المرض وصل إلى بعض المناطق النائة للإقليم ، أما في صفوف المدمنين على المخدرات و خصوصا القوية كالهروين فيؤكد المصدر أنهم أكثر عرضة للمرض و يستفحل بهم و يبقى القول أن فيروس الإيدز مرض قاتل ليس لحامله فقط بل لكل من يهرول خلف أسبابه من متع عابرة موصلة إلى التهلكة ووصمة العار ، و علاجه الوحيد هو العفة و الإبتعاد عن مسبباته