تحول مقر المدرسة المركزية السابقة بدوار ثانوث نرمان بجماعة بني سيدال الجبل القصية بحوالي 20 كلم غرب مدينة الناظور إلى شبه خراب بعد نقل إدارة المركزية إلى دوار بروال بنفس الجماعة و القريب من الطريق الساحلية و تحويل الملحقة السابقة لهذه المدرسة إلى فرعية بثانوث نرمان. و بالرغم من أن مقر هذه المركزية السابقة لا يزال يتوفر على مجموعة من التجهيزات المدرسية الصالحة للإستعمال من مكاتب الاساتذة و مقاعد التلاميذ و قضبان و أنابيب حديدية إلا أنها تحولت إلى بناية مخربة و إلى قبلة للمتسكعين الذين يتخذون منها ملاذا للإختباء عن الأنظار من أجل التعاطي للمخدرات و شرب الخمر دون أي مراعاة لحرمة هذا المكان . و في غياب أي حماية أو حراسة لهذه البناية التي أعطت ثمارها على مدى سنين طويلة قبل أن يتم هجرها، تبقى تجهيزاتها المنقولة و الغير المنقولة تحت رحمة العوامل الطبيعية و البشرية، مما يوحي عاجلا أم آجلا أنه سيتم إتلاف أو الإستلاء على هذه الممتلكات العمومية. وفي هذا الإتجاه تعاني جمعيات المجتمع المدني بهذا الدوار من غياب أماكن و مرافق تمارس فيها أنشطتها الثقافية و التربوية ، حيث لجأت إحدى الجمعيات إلى غرفة ملحقة بمسجد دوار ثانوث نرمان لا يتعدى طولها الخمسة أمتار و عرضها متران و نصف و بدون أدنى شروط الصحة و الأمان من نوافذ و مرافق صحية من أجل تلقين الأطفال دون السادسة من العمر أبجديات القراءة و الكتابة في الوقت الذي نجد فيه بناية المركزية السابقة بكل تجهيزاتها معرضة للإهمال دون أن تجد من يعتني بها. فكان بالإمكان التنسيق بين الهيئات الوصية و المدنية بالمنطقة من أجل الحفاظ على هذه المعلمة التعليمية من جهة و استغلالها كفضاء رحب و متكامل في ممارسة الأنشطة الثقافية و التربوية من جهة أخرى.