احتضن متحف التاريخ والهجرة بكاطالونيا يوم السبت المنصرم 14 يونيو يوما ثقافيا أمازيغيا من تنظيم جمعية كاط-أريف التي دأبت على تخليد ذكرى الربيع الأمازيغي سنويا. الذكرى المرتبطة بتقليد أمازيغي عريق من جهة، وبالنضال من أجل التحرر الأمازيغي بشمال أفريقيا الذي انطلق من القبايل، وارتبط بأحداث أليمة أيضا منها 1980، والربيع الأسود سنة 2001. الأمسية الثقافية والفنية التي قام بتنشيطها "جوان أنطون" انطلقت حوالي الساعة 17 H 30 min بإلقاء كلمة ترحيبية بالأمازيغية، الكطلانية والعربية من طرف محمد أمنشيشاح بصفته رئيس الجمعية المنظمة، لتليها مداخلة مدير متحف التاريخ والهجرة بكاطالونيا "خافيير بوش إي غراسيا" تحدث فيها عن الثقافة الأمازيغية وخصوصياتها وتاريخها بشمال أفريقيا، وكذا عن ارتباط الربيع بأحداث مأساوية نتيجة قمع النظام الجزائري للثورات الأمازيغية بالقبايل. في الندوة المنظمة بالمناسبة، تحدث مدير المتحف أيضا عن مكانة اللغة الأمازيغية بكطالونيا كثالث لغة متداولة بعد الإسبانية والكطلانية، وعن التعاون الأمازيغيو-كطلاني في المجال الثقافي، والذي أثمر اعتماد الحكومة المحلية بهذه الجهة للباكالوريا الأمازيغية التي سينطلق الاشتغال بها بداية من السنة الدراسية المقبلة 2014 – 2015. فكري الأزراق الذي كانت له مداخلة باللغة الإسبانية، تحدث أيضا عن الثقافة الأمازيغية عبر التاريخ، وعن خصوصيات هذه الثقافة والحضارة المتجذرة في شمال أفريقيا، والتي تزاحمها، بل وتحاول محوها ثقافة أخرى مستوردة من الشرق الأوسط والتي وجدت في الدين الإسلامي والأنظمة العربوإسلاموية دعامة أساسية لها. النتيجة محاولات هذه الأنظمة إبادة الشعب الأمازيغي كما حدث في مختلف المحطات التاريخية بالريف والقبايل وما يحدث الآن في هاتين المنطقتين وغيرها. يوسف المساوي، بصفته ناشطا أمازيغيا بكطالونيا، تحدث عن الممانعة الأمازيغية وتميزها بروح المقاومة في مناطق الصراع، من خلال نماذج حية كالريف وليبيا...الخ، وبالتشابه بين الشعبين الكطلاني والأمازيغي في نضالهما من أجل الحفاظ على هويتهما وحضارتهما، مؤكدا بأن كاطالونيا كانت ولا تزال نموذجا للأمازيغ بصفة عامة. بعد الندوة، تم عرض بعض جوانب الاحتفال ببعض طقوس حفل الزفاف الأمازيغي الريفي، قدمتها فتيات بأغاني ورقصات ريفية، كما تم عرض الأزياء التقليدية (القفطان)، وعروض أخرى، ليختتم اليوم الثقافي بأغان أمازيغية أمتع بها بوعرفة أياون الجمهور الحاضر.