خلف الشعارات الصاخبة التي صدحت بها حناجر العمال في كل المدن العالمية احتفالا بيومهم العالمي و احتجاجا على جشع و طمع المشغلين المتزايد كانت هناك خلف الاصوات الصادحة فئة عريضة من العمال و الأجراء يحترقون بصمت في ورشاتهم و مقرات عملهم مرغمين لا ابطال على العمل في يومهم الأممي.. عمال و أجراء يعتمدون على قوت عيشهم يوم بيوم فلا مجال الاحتفال او التوقف عن العمل لرفع شعارات صاخبة على غرار نظرائهم في العالم بل لا مجال حتى للمرض ..عمال بدون عقد شغل و لا تغطية صحية و لا انخراط في الضمان الاجتماعي يواجهون قساوة الحياة والظروف المعيشية الصعبة بقوة الإرادة والصبر والعزيمة التي لا تلين.. غالبا ما يبدأ عملهم فجرا و ينتهي عصرا .. يرفضون الاستسلام لقسوة الظروف ويتحدون المستحيل لممارسة مهنهم الشاقة، متحملين الصعاب والمشاقة الكثيرة في سبيل الحصول على لقمة عيش كريمة لهم ولمن يعيلونهم.. الإصرار، والتحدي، هو ما يميز هؤلاء..إصرار على عدم الانحناء.. أمام عاصفة الزمن والاستسلام، لمطرقته القاسية .. مصرين على أن تكون لقمة عيشهم ممزوجة بالكد، والتعب، والعرق رغم جشع و طمع المشغلين المستمرة رافضين أن يكونوا عالة على الآخرين، وان كانوا اقرب الناس إليهم، مصرين على أن يكون العمل، والكد، رغم صعوبته وقساوته ، هو الحل للتغلب على ظروف الحياة القاسية ، مؤمنين بان لقمة العيش الممزوجة بعرق الجبين أفضل من لقمة يتبعها ذل الآخرين.. لكل هؤلاء و كل الكادحين في هوامش هذا الوطن نوجه التحية ، و لربات البيوت اللواتي لا يكلن و يملن من إعداد الوجبات و تنظيف البيوت لعائلتهن نقف احتراما ، و للمرأة القروية التي تستيقظ فجرا لجلب الحطب و الماء نكن بصدق كل التقدير و الاحترام ، و لكل الطبقة العاملة الكادحة المقاومة لغول الطمع والجشع المادي الرهيب من قبل المشغلين نرفع القبعة و ننحني ، إكراما و احتراما ، فبسواعدهم تبنى الأوطان .